يظهر تأثير السهر ليلاً بشكل واضح في حالة الإنسان في اليوم التالي، حيث يصف الكثيرون شعورهم بالنعاس، الكسل، والتعب، مع تراجع واضح في القدرة على التركيز وزيادة في الأخطاء. يظهر تأثير هذه العادة السلبية أيضًا على صحة الجسم والعقل.
تتجلى أضرار قلة النوم في تأثيرها السلبي على جهاز المناعة، حيث يصبح الجسم أقل قدرة على مقاومة الأمراض. كما تؤثر على صحة القلب والدماغ، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض مزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تؤدى اضطرابات النوم وقلته إلى تدهور الأداء في العمل أو المدرسة وزيادة في فرص الحوادث. وتعد عادات النوم السيئة مصدرًا للضغط الإضافي على الجهاز العصبي والغدد الصماء، مما يؤدي إلى انخراط غير صحي في نمط الحياة.
سنقدم في هذا المقال نظرة على جوانب مظلمة من أضرار السهر ونقص النوم التي قد نتعرض لها دون الإدراك الكافي لمخاطرها. يبرز النوم الجيد كعنصر أساسي في صحة الفرد، ويتأثر بجميع مراحل حياتنا.
السهر: هو عادة يومية قد تكون ملحوظة لآثارها السلبية على الصحة والرفاهية. البقاء مستيقظا لفترات طويلة من الوقت في الليل يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الأداء العقلي والجسدي، مما يؤدي إلى التعب وضعف التركيز. ولا تقتصر أضرار قلة النوم على الصحة البدنية، بل يمكن أن تمتد أيضًا إلى الجوانب النفسية والاجتماعية، مثل زيادة التوتر وانخفاض القدرة على التفاعل الاجتماعي الفعال.
يؤثر النوم المتأخر بشكل مباشر على النمط الحيوي للجسم، مما يؤدي إلى اضطراب في الساعة البيولوجية ونقص الساعات الطبيعية للنوم. ينعكس ذلك على الصحة العامة ويسبب مشاكل في الهضم والتمثيل الغذائي، مما يؤثر على وظائف الأعضاء الحيوية كالكبد والكلى.
النوم أمر ضروري للحفاظ على صحتنا الجسدية والعقلية. عندما لا نحصل على كمية كافية من النوم، يتعذر على جسمنا إجراء عمليات الإصلاح الذاتي وتجديد الطاقة الضرورية. يمكن أن ينتج عن هذا النقص العديد من المشاكل، من بينها تقليل مستوى الإنتاجية، وزيادة الوزن، وحتى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب.
تتجلى أيضًا أضرار السهر في الليل على الإنسان في تأثيرها على المزاج، حيث يمكن أن يتسبب الإرهاق في شعورنا بالتعصب والانفعال. ومع مضي الوقت، يمكن أن يؤدي هذا التأثير السلبي إلى ظهور مشاكل صحية عقلية خطيرة، مثل الاكتئاب والقلق.
أظهر استطلاع “النوم والصحة في النساء اللواتي تجاوزن سن اليأس” دراسة مقطعية للعلاقة بين النوم والمؤشرات الحيوية للصحة وتبين أن ثلثي النساء اللواتي شملتهن الدراسة يقلن أنهن واجهن مشاكل في النوم عدة ليال في الأسبوع خلال الشهر الماضي. وهذا ليس جيدًا – يبرز أضرار السهر على الصحة العامة والجسدية للنساء، ونمط النوم غير الصحي يؤثر على صحتهم وربما يؤدي حتى إلى عيشهن فترة حياة أقصر من الرجال، فيما يلي بعض الجوانب السلبية:
النساء اللواتي يعانين من نقص في ساعات النوم قد يكن عرضة للإصابة بالالتهابات والتوتر في أجزاء مختلفة من أجسادهن، مما يمكن أن يؤدي إلى تأثير سلبي على صحة القلب والأوعية الدموية. يُعد البروتين المتفاعل C أحد المؤشرات التي تشير إلى وجود التهاب في الجسم، وتشير بعض الدراسات إلى أن ارتفاع مستوياته في الدم يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب، مثل انسداد الشرايين أو الأزمات القلبية.
من أخطر أضرار السهر ونقص النوم أنه من الممكن أن يتسبب في تأثير سلبي على تحمل الجلوكوز، الذي يُعد مؤشرًا لفعالية الجسم في استخدام الجلوكوز وضبط مستويات السكر في الدم ضمن النطاق الطبيعي. في حالة ضعف تحمل الجلوكوز، يعني ذلك أن الجسم غير قادر على ضبط مستويات السكر في الدم بشكل فعّال، مما يمكن أن يؤدي إلى ارتفاعها أو انخفاضها بشكل غير طبيعي. يكون الرجال والنساء على حد سواء عرضة لخطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني جرّاء هذا التحمل الضعيف.
تظهر أضرار السهر عند زيادة الشهية؛ مما يعني زيادة في الوزن لكل من الجنسين. ووجدت دراسة جامعة ديوك أن النساء اللواتي يعانين من سوء النوم يتعرضن إلى أن يكنّ أكثر وزناً من الرجال الذين يعانون من مشكلات في النوم.
تلعب الهرمونات دوراً حيوياً في الحفاظ على التوازن في الجسم ويتم إفرازها بانتظام لضمان سلامة الوظائف الحيوية. عندما تتعطل أنماط النوم، فإن ذلك يؤثر على إفراز الهرمونات فيخل بالتوازن الطبيعي.
قد يعاني الأشخاص الذين غالبًا ما يسهرون لوقت متأخر أو لا يحصلون على قسط كافٍ من النوم من اضطرابات أو اختلالات في الإفراز الهرموني، حيث يكون عامل من عوامل أضرار السهر علي الجسم وهذا يؤثر بشكل خاص على النساء لأنه يمكن أن يؤدي إلى عدم انتظام في الدورة الشهرية أو تكوُّن الأورام الليفية في الرحم.
خلال النوم، يخضع الجسم لمجموعة متنوعة من عمليات التجديد والترميم، والتي يؤثر بعضها على جوانب مختلفة من مظهر الشخص، بما في ذلك البشرة والشعر. السهر وعدم الحصول على قسط كاف من النوم يمكن أن يؤدي إلى مشاكل في البشرة منها:
تعتمد البشرة على توازن معين من البروتينات مثل الكولاجين والإيلاستين للحفاظ على مرونتها وقوتها. تظهر الأبحاث أن الحرمان من النوم يمكن أن يؤثر سلبًا على الجهاز المناعي، مما يؤدي إلى تأثير غير إيجابي على جودة وكمية الكولاجين المنتج، وبالتالي ينعكس على الصحة العامة للبشرة والتي قد تؤدي إلى زيادة التجاعيد وخاصة حول العينين. في هذا السياق، يظهر تأثير أضرار السهر على الوجه بشكل واضح، حيث يمكن أن يسهم النقص في النوم في زيادة علامات التقدم في العمر على البشرة.
تظهر الأبحاث أن هناك ارتباطًا واضحًا بين نقص النوم وتأثيرات سلبية على صحة البشرة. تشير الدراسات إلى أن قلة النوم والسهر يمكن أن تسبب تغييرات غير مرغوب فيها في لون البشرة.
عندما يكون هناك تأخر في وقت النوم، يرتبط ذلك بانخفاض ترطيب الجلد، وزيادة في فقدان الماء. هذه التغييرات يمكن أن تؤدي إلى مشاكل مثل جفاف البشرة وتقشرها، وزيادة في لمعان البشرة. بالإضافة إلى ذلك، ترتبط أضرار السهر بزيادة إنتاج الإفرازات الدهنية، وهو ما قد يسهم في ظهور حب الشباب وتفاقمه.
يعد السهر من بين الأسباب الرئيسية التي قد تؤدي إلى ظهور الهالات تحت العينين، حيث من اضرار قلة النوم شحوب البشرة، ومع مرور الوقت، يمكن أن تتحول تلك الهالات إلى حالة دائمة. إضافة إلى ذلك، يمكن أن يسبب نقص النوم تراكم التعب والإرهاق، مما يظهر على البشرة بشكل واضح في منطقة حول العينين.
بالإضافة إلى ذلك، يؤدي النوم على البطن إلى ظهور تورم في الجفون السفلية، مما يسهم في ظهور مؤقت للدوائر السوداء. وبالتالي، يمكن أن يكون للنوم بشكل غير صحيح تأثير ملحوظ على مظهر العينين وجودة البشرة المحيطة بهما.
يتعلق صحة البشرة بشكل كبير بالدورة الطبيعية للجهاز الهرموني والعصبي في الجسم، ويشير التوقيت الليلي بين الساعة 10:00 مساءً والساعة 2:00 صباحًا إلى الفترة التي يتم فيها دخول البشرة في حالة صيانة مسائية. إذا استمر الشخص في السهر لفترات طويلة، فإن هذا سيؤدي إلى تخريب الدورة الطبيعية للجهاز الهرموني والعصبي، مما يتسبب في اضطرابات تؤثر على صحة البشرة.
اضطرابات الجهاز العصبي نتيجة للسهر المطول يمكن أن تظهر على شكل جفاف الجلد، فقدان المرونة، ونقص التألق، مما يجعل البشرة تفقد رونقها الطبيعي، ومع استمرار التأثير السلبي على الجهاز الهرموني، يمكن أن تظهر مشاكل مثل حب الشباب، الكلف، والبقع الداكنة. تتأثر جودة النوم والتوقيت الليلي بشكل كبير بالعادات اليومية، ولذلك يظهر أن أضرار السهر على البنات تمتد تأثيراتها على صحة وجمال البشرة.
سلطت دراسة حديثة الضوء على تأثير الحرمان من النوم على الذاكرة العاملة، مما يشير إلى أن النساء أكثر تأثرا في هذا المجال من الرجال. ويبدو أن الحرمان من النوم يؤثر سلباً على الذاكرة العاملة لدى النساء أكثر من الرجال.
تظهر أضرار السهر على الدماغ واضحة في تراجع أداء الذاكرة العاملة، حيث تعد هذه الذاكرة مهمة للاحتفاظ بالمعلومات لفترة قصيرة من الزمن وتسهم في اتخاذ القرارات وإكمال المهام؛ فإذا انخفض أداء الذاكرة العاملة فيكون من المحتمل أنه بسبب السهر لفترات طويلة، وهو عامل خطر للحوادث والأخطاء الضارة.
وتشير الدراسة إلى أنه يجب على النساء توخي المزيد من الحذر في أنشطتهن اليومية بعد ليلة من الحرمان من النوم، حيث يمكن أن يكون لقلة النوم تأثير كبير على قدرتهن على اتخاذ القرارات وأداء المهام. وتسلط هذه النتيجة الضوء على أهمية النوم الجيد للصحة العقلية والأداء اليومي، وخاصة بالنسبة للنساء اللاتي يعانين من التوتر والتحديات كل يوم.
الحصول على كمية كافية من النوم يشكل عنصراً أساسياً في الحفاظ على سلامة وصحة الجهاز العصبي المركزي الذي يُعد المركز الرئيسي لمعالجة وتحليل المعلومات في الجسم.
يعد النوم فترة تسمح للجهاز العصبي بالاستراحة وإعادة تنظيم الأنشطة العصبية. أثناء فترات النوم، تتشكل مسارات جديدة بين الخلايا العصبية في الدماغ، مما يسهم في تعزيز قدرته على تذكر المعلومات ومعالجتها بشكل فعال.
من جهة أخرى، يعاني الدماغ عند قلة النوم، حيث يصبح أكثر تعبًا وغير قادر على أداء وظائفه بكفاءة. الأرق المزمن يتداخل في قدرة الجسم على إرسال وتلقي المعلومات، مما يؤثر على الأداء العصبي العام. على المدى الطويل، يمكن أن تؤدي قلة النوم إلى تقلبات مزاجية وتأثيرات سلبية على القدرات العقلية والحالة العاطفية، مما يعكس التأثير البالغ للنوم على جودة الحياة العقلية والعاطفية للفرد.
النوم يلعب دورًا حاسمًا في تحديد حالتنا العاطفية والرفاهية العامة. عندما نفتقد النوم الكافي أو عندما يكون لدينا جدول غير منتظم للنوم، يمكن أن يظهر هذا أضرار السهر ويبرزها. تُظهر البحوثات أن قلة النوم المستمرة يمكن أن تؤدي إلى اضطرابات المزاج، حيث ترتبط بزيادة في مشاعر القلق والاكتئاب.
تتعلق هذه العلاقة بالتأثير البيوكيميائي للنوم على جهازنا العصبي. السيروتونين، الملقب أحيانًا بـ “ناقل السعادة”، يعد مؤثرا هاما على حالتنا المزاجية، وتتأثر مستوياته بشكل كبير بنمط النوم. يُرتبط انخفاض مستويات السيروتونين بزيادة في خطر الإصابة بالاضطرابات العاطفية.
من المؤكد أن جسم الرجل يختلف عن جسم النساء بدنِيّا وعقليا, ولذلك يختلف الجسم فى مقاومة أضرار السهر, ولكن من المؤكد أن هذه الأضرار لا تفرق بين رجل وانثى, فهى تصيب الكل بدون استثناء, ومن أهم هذه الأضرار على الرجل:
أظهرت الدراسات أن الرجال الشبان الذين فقدوا النوم على مدى أسبوع قد شهدوا انخفاضًا في مستويات هرمون التستوستيرون الذي يلعب دورًا حاسمًا في الصحة الجنسية والطاقة. يظهر أن الرجال الذين ينامون خمس ساعات أو أقل يعانون من انخفاض يصل إلى 15% في هذا الهرمون. بالإضافة إلى ذلك، يتسبب نقص النوم في اضطرابات هرمونية أخرى، مثل زيادة مستويات هرمون التوتر (الكورتيزول) وانخفاض مستويات هرمون النمو. يمكن أن يؤدي ارتفاع مستويات الكورتيزول إلى مشاكل في نمو العضلات وتخزين الدهون، ويؤثر نقص النوم أيضًا على حساسية الإنسولين، مما يعوق معالجة الجسم للكربوهيدرات. تتسبب تلك التأثيرات في زيادة الشعور بالجوع ورغبة في تناول طعام غير صحي، مما يعرقل جهود فقدان الوزن.
النوم يلعب دورًا حاسمًا في عملية استعادة ونمو العضلات. خلال فترة النوم، يحدث إصلاح وإعادة بناء للأنسجة العضلات التي تضررت أثناء التمارين الرياضية، مما يعزز اللياقة البدنية ويزيد من كتلة العضلات. يمكن أن تؤدي أضرار السهر المتأخر إلى تخلف في تلك العملية الحيوية، حيث يعد النوم السليم ليلًا كاملًا مهمًا لتعزيز جودة إصلاح ونمو العضلات. قلة النوم أو الاستيقاظ خلال الليل قد يعرقلان مكاسب العضلات المحققة خلال التمارين الرياضية.
يشير تقرير من مؤسسة النوم الوطنية إلى أن هناك احتمالًا ثلاث مرات أكثر لتعرضك لحادث سيارة إذا كنت تحصل على 6 ساعات أو أقل من النوم كل ليلة. هذا الاكتشاف يبرز أهمية النوم الكافي في الحفاظ على سلامة القيادة على الطرق.
الأفراد الأكثر عرضة للخطر يشملون العمال الذين يعملون في نوبات متغيرة، والسائقين التجاريين، والمسافرين التجاريين، بالإضافة إلى أي شخص يعمل ساعات طويلة أو غير عادية. يظهر هذا التأثير بشكل خاص في القطاعات التي تتطلب اليقظة العالية والتركيز المستمر، حيث يمكن أن تؤدي أضرار السهر عليهم إلى مشاكل كارثية, مما يزيد من المخاطر.
تعد قلة النوم أحد العوامل التي قد تلعب دوراً هاماً في تدهور وظائف التفكير لدى الرجال. أظهرت دراسات عديدة أن نقص النوم وتشوش الأنماط الدورية للراحة الليلية ترتبط بتأثير سلبي على القدرات العقلية والتفكير العليا. توجهت البحوث نحو فحص تأثير السهر على الأداء العقلي، وأظهرت النتائج أن النقص في النوم يسهم في ضعف الانتباه، وتقليل القدرة على التركيز، وتأثير سلبي على الذاكرة.
تظهر أضرار نقص النوم على الدماغ بشكل واضح في تقليل نوعية النوم العميق وزيادة فترات الاستيقاظ خلال الليل، مما يؤثر على استعادة وظائف الدماغ وإعادة تجديده. هذا يؤدي إلى تراكم التعب ونقص الطاقة الذهنية، مما يعرقل الأداء العقلي دون إعطاء الدماغ الفرصة الكافية للراحة والتجدد.
نقص النوم يحدث بشكل شائع بين الطلاب والمراهقين، حيث يمكن أن يؤثر على الصحة العامة والأداء سواء في الصف الدراسي أو في مكان العمل (بعد التخرج). تظهر أضرار السهر إذا لم يتم الحفاظ على النوم بشكل صحيح، يمكن أن يكون له تأثيرات سلبية على الجسم من الناحية الفسيولوجية والنفسية والعقلية.
يعد نقص النوم المستمر عاملاً يجعل الجسم عرضة للفيروسات المسببة لنزلات البرد المشتركة أو الإنفلونزا، مما يزيد من فرص الإصابة بالأمراض. إذا كانت مدة نومك لا تتجاوز 5 ساعات في الليلة، يمكن أن يزيد ذلك من خطر ارتفاع ضغط الدم، مما يعزز احتمالية الإصابة بالسكتة القلبية أو السكتة الدماغية.
الأفراد الذين يتسمون بنمط حياة قليل النوم، أي أقل من ساعات النوم الطبيعية، يكونون أكثر عرضة لزيادة الوزن مقارنة بالأشخاص الذين يحصلون على فترة نوم تزيد عن 6 ساعات يوميًا. يعزى ذلك إلى أن نقص النوم والسهر لفترات طويلة يتسببان في انخفاض مستويات اللبتين (المادة الكيميائية المسؤولة عن الشعور بالشبع)، بينما يحدث زيادة في إفراز الغريلين (المادة الكيميائية التي تثير الشعور بالجوع).
أظهرت الأبحاث بوضوح الارتباط القوي بين نقص النوم وتأثيرات سلبية على الصحة النفسية، حيث يُظهر أن كل ساعة من ساعات النوم المفقودة يمكن أن ترتبط بزيادة في الشعور بعدم وجود أمل والحزن. بالإضافة إلى ذلك، يتضح أن فقدان النوم يرتبط بزيادة في محاولات الانتحار، مما يبرز الأثر الجسيم لقلة النوم والسهر على الصحة النفسية.
دراسة أخرى تسلط الضوء على تأثير نقص النوم على طلاب المرحلة الثانوية، حيث كانوا ثلاث مرات أكثر عرضة لظهور أعراض قوية للاكتئاب إذا كانوا يعانون من نعاس نهاري مفرط.
غالبًا ما يظهر أن الأشخاص الذين يفتقرون إلى قدر كافٍ من النوم يكونون أكثر عرضة للتهيج، ويظهر لديهم استجابات غاضبة بشكل سريع، ويكونون عرضة للانزعاج من المتاعب اليومية الشائعة، مثل الخروج من السرير أو الانتظار في الصف، بالمقارنة مع الأشخاص الذين يحصلون على قدر كافٍ من النوم. تشير الأبحاث إلى أن الأشخاص الذين يحصلون على حوالى 4.5 ساعة من النوم كل ليلة لمدة أسبوع يشعرون في كثير من الأحيان بالإجهاد، وعدم السعادة، والغضب، والإرهاق العقلي. ومن الملاحظ أنه بعد عودة المشاركين إلى النوم في الروتين الطبيعي، أبلغوا عن تحسن واضح في مزاجهم.
يعد النوم جزءًا مهمًا من عملية إعادة ترتيب المعلومات ودمجها في الذاكرة. عندما يُحرم الشباب من النوم بانتظام، يزداد الضغط على الجهاز العصبي ويتداخل مع عملية استرجاع المعرفة وتعزيزها. يبدو أن الطلاب المحرومين من النوم يواجهون صعوبة في التركيز والفهم، مما قد يؤثر سلبًا على أدائهم الأكاديمي وأنهم معرضون لخطر تكوين ذكريات زائفة. وتعد أضرار السهر على العقل واقعًا لا يمكن تجاهله، حيث يؤدي نقص النوم المنتظم إلى تقليل القدرة على التركيز والتفكير بوضوح، مما يضر بالقدرة العقلية ويعرض الفرد لمشاكل في استيعاب وتحليل المعلومات.
يمكن أن يؤثر سوء النوم أيضًا على كيفية فهم المعلومات العاطفية. عندما يتعلق الأمر بتعلم شيء جديد أو تحليل مشكلة أو اتخاذ قرار، يكون التعرف على السياق العاطفي في كثير من الأحيان أمرًا مهمًا. ومع ذلك، يعيق نقص النوم القدرة على معالجة العنصر العاطفي للمعلومات بشكل صحيح.
عندما يعاني الشخص من الحرمان المستمر من النوم، فقد يؤدي ذلك إلى انخفاض كبير في القدرة على التركيز حيث تظهر الأبحاث أن الطلاب الذين لا يحصلون على قسط كافٍ من النوم يواجهون صعوبة في التركيز أثناء الفصل الدراسة. وتعد أضرار السهر ليلاً آفةً تؤثر على الأداء الأكاديمي، حيث يمكن أن يتسبب قلة الراحة الليلية في تقليل فترة الانتباه، مما يؤثر بشكل مباشر على الفهم العميق للمواضيع ويعرض الفرد لتحديات في تحقيق أداء دراسي متميز.
يواجه الطلاب العديد من الضغوط، سواء كانت أكاديمية أو اجتماعية، وقد يكون من الشائع البقاء مستيقظًا لوقت متأخر في إكمال الواجبات أو التفكير في المشكلات الشخصية. إلا أن نمط الحياة هذا يقودهم إلى دورة سلبية تؤثر على تنظيم توقيت النوم، مما يؤثر سلباً على قدرتهم على التكيف مع التحديات اليومية والأداء الأكاديمي.
يبدو أن الأشخاص الذين يعانون من قلة النوم هم أكثر عرضة لردود فعل عاطفية غير منظمة تتعارض مع قدرتهم على اتخاذ قرارات منطقية. تظهر الأبحاث أيضًا أن الحرمان من النوم يمكن أن يؤدي إلى زيادة في اتخاذ القرارات المتهورة، حيث يميل الناس إلى التركيز على الفوائد المحتملة دون النظر إلى عيوبها، فقد يكون من الصعب على الأفراد تجنب تكرار الأخطاء نظراً لتأثيرها السلبي على معالجة وترسيخ الذكريات العاطفية.
الأطفال الذين يكونون متقلبين وسيئى المزاج لفترة طويلة يمكن أن يعانوا من اضطرابات عقلية مثل الاكتئاب والقلق.
قد يجعل السهر أو نقص النوم في بعض الأحيان الطفل يشعر بالتعب والتجاهل في اليوم التالي، ولكن لن يؤثر ذلك على صحته. ومع ذلك، إذا استمرت قلة النوم لفترة طويلة، سيؤثر بشكل أكبر على النمو والقدرة العقلية والقدرة على التركيز لدى الأطفال.
يمكن أن يعاكس حرمان النوم المستمر نظام المناعة لدى الطفل؛ مما يقلل من قدرته على مقاومة الأمراض. وبالتالي، يصبح الأطفال عرضة للإصابة بالزكام، والأنفلونزا، والحمى، والسعال.
يعد الحصول على وقت مناسب من النوم أمرًا بالغ الأهمية للأطفال، حيث يخصص الجسم هذا الوقت للنمو والتطور الجسدي والذاتي. حيث أن أضرار السهر على عملية النمو والتطور قد تكون أضرار خطيرة، فالنوم الجيد هو فترة مهمة لإفراز الهرمونات التي تساعد في نمو العضلات والعظام. عندما لا يحصل الأطفال على قسط كافٍ من النوم، فإن ذلك يؤثر على نموهم البدني، مما يؤدي إلى ضعف الوظيفة البدنية وتأخر في التطور الجسدي، بما في ذلك الارتفاع، الوزن، وتطور الجهاز العضلي.
تُظهر الدراسات أن الأطفال الذين ينامون متأخرًا أكثر عرضة للإصابة بالسمنة. يُعتقد أن السبب يعود إلى انخفاض مستويات اللبتين وزيادة مستويات الجريلين في جسم الأطفال الذين يعانون من نقص النوم.
بالرغم من التقدم الكبير الذي أحرزناه في عرض مجموعة من أضرار السهر، إلّا أن هناك الكثير يتعين شرحه بعد. يظل بعض الأشخاص يريدون إجابات حول بعض الأسئلة التي قد تدور في عقولهم، ومن هنا سنلقي نظرة أدق على بعض أكثر الأسئلة الشائعة حول أضرار النوم.
تُعد من أبرز أضرار السهر وقلة النوم هي صعوبة التركيز والصعوبة في البقاء منتبهًا. قد يواجه الأشخاص الذين يعانون من نقص النوم صعوبة في أداء المهام العقلية المعقدة، ويقومون بارتكاب المزيد من الأخطاء، ويتخذون المزيد من المخاطر. بينما الأطفال، قد يؤدي قلة النوم إلى صعوبات في الانتباه وأداء أكاديمي ضعيف.
يحتاج الدماغ إلى النوم الكافي للتخلص من الفاقد، ومعالجة المعلومات الجديدة، تشكيل الذكريات والسماح للخلايا العصبية بالراحة. كما يساعد النوم في خلق مسارات عقلية جديدة تمهد الطريق لعملية التعلم، حل المشكلات، تحقيق الإبداع، الانتباه واتخاذ القرارات.
قد يؤدي البقاء مستيقظًا لفترات طويلة إلى زيادة خطر الوفاة ويكون له آثار صحية سلبية. تظهر الأبحاث العلمية أن الأشخاص الذين يعانون من الحرمان المزمن من النوم هم أكثر عرضة للإصابة بمشاكل صحية قد تؤدي في النهاية إلى زيادة الوفيات.
تم ربط قلة النوم بزيادة في الأمراض المزمنة المختلفة، بما في ذلك أمراض القلب والسكري وارتفاع ضغط الدم. هذه الظروف الصحية يمكن أن تؤدي إلى تفاقم المشاكل الصحية وزيادة فرصة الوفاة المبكرة. بالإضافة إلى ذلك، فإن السهر يمكن أن يتسبب في تراكم التوتر والتعب، مما يؤثر على الأداء العقلي والجسدي ويزيد من خطر الحوادث والإصابات. لذلك، من الواضح أن قلة النوم هي عامل خطر يستحق الاهتمام لأنه يمكن أن يكون له تأثير كبير على الصحة العامة ويؤدي إلى زيادة خطر الوفاة.
هناك أدلة تشير إلى أن من أضرار السهر الأكثر خطورة زيادة الوزن. فالعديد من الدراسات العلمية أظهرت أن قلة النوم وعدم الحصول على ساعات نوم كافية قد ترتبط بزيادة في مؤشرات الوزن والإصابة بالسمنة.
توفر النوم الكافي والمنتظم دعمًا للعمليات الحيوية في الجسم، بما في ذلك التوازن الهرموني وعملية الأيض. على عكس ذلك، يؤدي نقص النوم إلى تعديل في إفراز هرموني الليبتين والغريلين، وهما المسؤولين عن الشعور بالجوع والشبع. هذا التعديل يمكن أن يزيد من الرغبة في تناول الطعام، خاصةً الطعام عالي السعرات الحرارية والسكريات.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي السهر إلى زيادة استهلاك الطاقة والتحفيز لتناول وجبات خفيفة لتعويض فقدان الطاقة. هذا النمط الغذائي غير الصحي يمكن أن يسهم في زيادة الوزن والسمنة.
هناك أدلة متزايدة تشير إلى أن أضرار السهر وقلة النوم تربطها علاقة قوية بزيادة خطر الإصابة بالسرطان وفقًا لبعض الدراسات العلمية. إحدى هذه الدراسات هي دراسة نُشرت في مجلة “Cancer Epidemiology, Biomarkers & Prevention”، حيث أظهرت النتائج أن الأفراد الذين يعانون من قلة النوم، أي تحت ست ساعات في الليل، قد يكونون أكثر عرضة لتطور بعض أنواع السرطان.
دراسة أخرى أُجريت في جامعة هارفارد أشارت إلى أن قلة النوم قد تؤدي إلى تعديلات في الهرمونات ونظام المناعة، مما يسهم في تهيج الخلايا السرطانية. هذه الدراسة تؤكد على أهمية الحصول على كمية كافية من النوم للحفاظ على صحة الجسم والوقاية من الأمراض المزمنة.
على الرغم من ذلك، يجب أخذ النتائج بعناية، حيث تعد مجالس الصحة العالمية لا تزال تحتاج إلى المزيد من البحث لتحديد العلاقة بين نقص النوم والسرطان بشكل دقيق. بالإضافة إلى ذلك، تشدد هذه المؤسسات على أن هناك عوامل أخرى مثل التغذية ونمط الحياة يجب مراعاتها عند تقييم خطر الإصابة بالسرطان.
يمكنك أن تلاحظ فوراً عندما يكون شخص لم يحصل على قدر كافٍ من النوم، حيث يعكس ذلك على بشرتهم. يمكن أن تظهر علامات واضحة مثل ترهل الجفون أو انتفاخها، دوائر مظلمة تحت العينين، الجفاف، الباهت، وفقدان لمعان البشرة. وهذا ليس مجرد مصادفة. أظهرت العديد من الدراسات أنه من أخطر أضرار السهر وقلة النوم هو سوء صحة البشرة، وتسريع عملية الشيخوخة، وزيادة خطر بعض حالات الجلد.
رغم أننا نبذل الكثير للحفاظ على بشرتنا بحالة رائعة، يجب أن نعي أن النوم يلعب دوراً كبيراً في تحسين صحة البشرة ومظهرها. وبالرغم من أنه قد لا يكون النوم هو الأمر الأول الذي يتبادر إلى الذهن عند التحدث عن العناية بالبشرة، ينبغي أن يحتل مكانة رئيسية في قائمة أولوياتنا. يمكن للنوم أن يكون له تأثير كبير على صحة بشرتك، لذا لا يعني ذلك أنك يجب أن تتخلى تمامًا عن روتين العناية بالبشرة الخاص بك، بل تأكد فقط من ضمان الراحة الكافية بين النوم والعناية ببشرتك.
في الختام، يجب أن ندرك أن قلة النوم يمكن أن يكون عائقًا كبيرًا أمام تطوير الذات وتحقيق الأهداف. فالنوم الكافي والراحة الجيدة هما جزء أساسي من عملية التطور وتحسين الأداء الشخصي والمهني. لذلك، من الضروري أن نولي اهتمامًا كبيرًا لنمط حياتنا ونحاول تجنب أضرار السهر قدر الإمكان.
لذلك، يجب علينا أن نتوقف عن السهر وتجنب التسويف في علاج هذه المشكلة، وأن نلتزم بنمط حياة صحي يشمل النوم الكافي والراحة الجسدية والنفسية. وعلينا أن نحاول تقليل تأثيره على صحتنا من خلال اتباع إرشادات النوم الصحي وتجنب السهر المستمر.
هل يسيطر عليك التفكير الزائد؟ اكتشف أبرز أعراض التفكير الزائد الخفية وتأثيرها السلبي على حياتك…
تعرف على أفضل طرق علاج التفكير الزائد والوسواس، وكيفية تطوير ذاتك لتحسين جودة حياتك والحد…
طريقك لتحقيق النجاح الذي تريده هو تبنَّي عادات إيجابية. تعريف العادات الإيجابية، وأهميتها في تحقيق…
هل ترغب في البدء برحلة التعرف على أسرار صفات الشخصية القيادية؟ بإمكانك أن تكتشف جميع…
هل تواجه صعوبة في التخلص من التفكير السلبي؟ تعرف على أفضل طريقة للتخلص من الأفكار…
هل ترغب في تحسين جودة حياتك وتعزيز صحتك البدنية؟ هل ترغب في أن تكون صاحب…