الكثير يتسائل، هل يوجد طرق فعالة تساعد في علاج التفكير الزائد والوسواس؟ يسعدني اخبارك عزيزي القرائ أنه “نعم” يوجد الكثير من طرق العلاج المختلفة التي يمكنها الحد من التفكير المفرط.
يعاني الكثير من الأشخاص في الوقت الحالي من التفكير الزائد، ويعد اضطراب الوسواس القهري نمط من الأفكار والمخاوف المبالغ فيها و التي تدفع الفرد إلى تكرار فعل الأشياء قهراً وينجم عنها مشاكل كثيرة إذا لم يتم الالتفات لها، في الوقت نفسه التفكير المفرط في شيء لمدة طويلة يحفز الجسم لإفراز هرمون الكورتيزول ويمكن أن يكون سبب في استنزاف طاقة الجسم.
في هذا المقال؛ سنعرض لكم العديد من طرق علاج التفكير الزائد والوسواس التي تمكننا من الحد من هذه الأفكار وكيف نتخلص منها بأساليب سوية وفعالة.
فهرس المقال
كيفية التخلص من التفكير الزائد والوسواس
التفكير الزائد والوسواس من المشكلات النفسية التي تؤثر على حياة الفرد بالسلب؛ حيث تجعله يشعر بالتوتر والقلق غير المبرر والمبالغ فيه وعلاج التفكير الزائد والوسواس يحتاج إلى خطوات مدروسة تساعد على تهدئة العقل، سنتناول بعض الطرق الفعالة والمختلفة التي يمكنها علاج التفكير السلبي والوسواس:
- العلاج بالأدوية: مما لا شك فيه أن الأدوية هي أحد العوامل الهامة في التخلص من التفكير الزائد، وغالباً ما تكون هذه الأدوية مضادة للإكتئاب و التي تقلل من الأعراض وتحد منها لكنها لا تعالجه بشكل كلي، كما أنه يمكن استخدامها للتخفيف من الأعراض الجسدية المسببة للتفكير المفرط والقلق لأنها تفيد في تخفيف الوساوس والأفعال القهرية، عن طريق استعادة توازن النواقل العصبية في المخ، ولكن لا يجب استخدام أي نوع من هذه الأدوية بدون استشارة طبيب، كما ينبغي الحرص على الإلتزام بالجرعة المطلوبة فقط والرجوع إلى الطبيب في حال ظهور أعراض جانبية.
- العلاج السلوكي المعرفي: هل العلاج السلوكي المعرفي مفيد للتفكير المفرط؟ نعم غالبا ما يساعد في علاج التفكير الزائد والوسواس، وهو نوع من العلاج بالمحادثة مع معالج نفسي حيث يقوم المعالج بتحديد المشكلة لديك وترتيب أفكارك حتى تتضح لك الأمور بمنظور أكثر منطقية لمعالجتها بطريقة فعالة كما يساعد الشخص على تعديل الأفكار والسلوكيات غير المنطقية التي تؤدي إلى القلق الدائم.
- دور التأمل واليقظة في علاج التفكير الزائد: يقلل التأمل الاجهاد ويعمل على التواصل الذاتي والاسترخاء، يمكنك التأمل لمدة 15-20 دقيقة صباحاً أو مساءً؛ فممارسة هذه التمارين بانتظام يحقق الكثير من الفوائد الإيجابية للصحة النفسية والجسدية فهي مفيدة في مكافحة التشتت والقلق والمساعدة في علاج التفكير المفرط وعلاج الوسواس والتخلص من الأفكار المتكررة بدون هدف، كما أنها تعيد توجيه انتباهك نحو الداخل والتفكير بعمق ووضع الأمور في مكانها الصحيح.
هكذا يمكن القول أن علاج التفكير الزائد والوسواس القهري يبدأ عند إدراك الشخص أنه يعاني من التفكير المبالغ فيه في شيء محدد، ومعرفة أسباب هذا التفكير الضار وبذلك يمكنه معالجته بالطرق التي تم ذكرها.
علاج التفكير الزائد والوسواس عند الأطفال
يوصف العلاج للأطفال بناءً على الأعراض والعمر والصحة العامة، كما أنه يعتمد أيضاً على مدى خطورة الحالة، وغالباً يكون التخلص من التفكير الزائدمزيجاً من العلاج السلوكي المعرفي وبعض الأدوية:
- العلاج الأسري: تلعب الأسرة دوراً مهم في علاج التفكير المفرط عند الطفل، حيث أن معظم وقت الطفل يقضيه في المنزل لذا يكون للأسرة الدور الأكبر في التأثير عليه سواء بالإيجاب أو السلب في حل مشكلاته، فعند الحديث مع الطفل في الأمور التي تزعجه حتى لو بدت تافهة يشعره بالأمان، كما أنه يساعده على التخلص من هذه الأفكار المتطفلة.
- العلاج بالأدوية: يمكنك استشارة طبيب لمعرفة ما إذا كان طفلك يحتاج إلى علاج التفكير الزائد أو لتلقيه الأدوية المناسبة لحالته النفسية، يمكن أن يكون العلاج بالأدوية عند الأطفال جزءاً من الحل لكن ليس كل الحل ومن الضروري أن يرافق العلاج الدوائي الدعم النفسي والاجتماعي وتعزيز قدرات الطفل وتطوير ذاته للتعامل مع مخاوفه.
غالباً ما يكون التفكير المفرط للطفل متعلق بأمور يصعب عليه طرحها على الأهل أو الأصدقاء؛ مما يشغل تفكيره. لذا من الضروري أن تحسن علاقتك بطفلك حتى لا يكون هناك حاجز يمنعه من مشاركة مشكلاته معك وهذه خطوة جيدةتدعم علاج التفكير الزائد والوسواس.
علاج التفكير الزائد والوسواس قبل النوم
أحياناً نشعر بأن الدماغ يصبح في قمة نشاطه في وقت النوم حيث تتدفق الأفكار وذكريات الماضي والتجارب السيئة التي مرت على مدار السنين والتفكير في المستقبل؛ مما يسبب الأرق، إليك بعض الحلول الفعالة لعلاج التفكير الزائد واضطرابات النوم:
- التنفس العميق يساعد في الشعور بالهدوء والاسترخاء؛ مما يجعلك تشعر بالهدوء حتى النوم.
- ممارسة الرياضة تساعد في التخلص من التفكير المفرط؛ فيمكنك تحديد وقت ثابت في يومك لممارسة بعض التمارين؛ فهي مفيدة لصحة العقل والبدن.
- صنع عادات مريحة قبل النوم حتى تشعر بالاسترخاء مثل القراءة، الصلاة، الذكر وممارسة تمارين التنفس؛ فكل هذا يساعد في علاج التفكير المفرط.
- الاقتناع بالحقائق الموجودة وعدم التخمين؛ لأن التخمين غالبا يؤدي بنا إلى توقع مشاكل غير موجودة وتكون سبب في القلق والبعد عن الواقع.
- الدخول في أنشطة ذهنية بديلة لنمط التفكير السلبي الذي تتبعه، حين تنخرط في أفكار خيالية وبعيدة عن الواقع أوقفها عن طريق الدخول إلى نمط تفكير مخالف لها أو التفكير في أمور واقعية وحل مشكلات موجودة بالفعل، كما يمكنك تدبر آية من القرآن والتفكر في معناها؛ فهذا يبعث الطمأنينة في النفوس ويعينها على علاج التفكير الزائد والوسواس.
- تجنب تناول أي منبهات مثل الشاي والقهوة وغيرها من المنبهات التي تجعلك يقظاً؛ لأن ارتفاع اليقظة دائماً يكون مرتبط بزيادة الخيال خاصةً إذا كنت في مكان هاديء ولا يوجد به أحد؛ لأن هذا يساهم في علاج التفكير المفرط واضطرابات النوم.
- كما يمكنك أيضاً استخدام التفريغ النفسي؛ فهو مفيد جداً لهذه الحالات، ويمكن القيام به بمفردك أو بمساعدة أخصائي أو شخص تثق به، من خلال التعبير عن نفسك وتجنب الكتمان يمكنك الإفصاح عن كل ما لا يرضيك حتى وإن كان شيء بسيط يجب التعبير عنه.
لتفادي التفكير المفرط والوسواس قبل النوم عليك اتباع روتين صحي، مثل: ممارسة الرياضة أو التنفس العميق وغيرها من الأمور التي تم ذكرها حتى تتخلص من الأرق والأفكار السلبية.
كيف أتخلص من التفكير الزائد والتشتت؟
كيف أتخلص من التفكير الزائد والتشتت؟ في بعض الأحيان يكون عقلنا هو أسوء عدو لنا ويؤثر سلبناً على عواطفنا ومشاعرنا خصوصاً عندما نفرط في التفكير في موقف أو مشكلة ما،
عند مواصلة التفكير في هذا الأمر بشكل سلبي بدون وجود حلول فإننا ننهك أنفسنا من دون داعٍ؛ لذلك من أجل التخلص من التفكير الزائد اتبع النصائح التالية:
- حدد الأفكار العشوائية التي ليس لها معنى وتشتت انتباهك والتخلص منها من خلال عدة طرق: تدوين المواقف التي تسبب تلك الأفكار؛ فهو بمثابة إخراج أفكارك وترتيبها، يجب أن تدرك كيف تخاطب نفسك ومعرفة مدى تأثير هذا على انعكاس صورتك لذاتك، اعترف بنجاحك وكن ممتناً لنفسك، إن تقدير الذات والاهتمام بها هو الخطوة الأولى في مواجهة أي اضطراب نفسي وعلاج التفكير الزائد والوسواس.
- كما يمكنك وضع أهداف واضحة ومعرفة الطرق المناسبة لتحقيقها، والتركيز على أولوياتك الاهم فالمهم ولا تدع المشكلات الصغيرة تأخذ أكبر من حجمها الأساسي.
- ساعد الآخرين دائماً وكن متعاون معهم؛ فعندما تكون سبب في تخفيف أعباء الغير تسهل عليك عملية رؤية الأمور من منظور، دائماً بادر بالمساعدة؛ لأن إدراك أنك تملك قدرة على مساعدة الغير ومساندتهم في الأوقات الصعبة يمكن لهذا أن يساهم في علاج التفكير المفرط ويمنع الأفكار السلبية من السيطرة على عقلك.
- دائماً ابحث عن وسائل فعالة تساعدك في علاج التفكير الزائد والوسواس والتخلص من منها مثل: ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، الانخراط في المجتمع والنشاطات الاجتماعية، تعزيز علاقاتك الإجتماعية وعلاقات الصداقة والعائلة، ممارسة الهوايات والأنشطة التي تستمتع بها، كما يمكنك العمل على تطوير ذاتك وفهمها أكثر؛ فممارسة هذه الأنشطة يعمل على علاج التفكير المفرط.
- حافظ على تركيزك؛ لأن الافكار السلبية المتكرر هي أكثر ما يؤثر على التركيز وتشتت الانتباه؛ لذلك حاول على قدر الإمكان الحفاظ على تركيزك على مهام وأهداف رئيسية منتجة.
عندما تقوم بهذه الخطوات العلاجية بشكل صحيح، هذا سيساعدك على تفادي الكثير من التفكير المفرط والتشتت، وسيعيد إليك تركيزك و يعزز إنتاجيتك.
ما هي الطرق الفعالة للتخلص من التفكير السلبي؟
تختلف طريقة تفكيرنا مع الأحداث اليومية ولكل منا طريقته الخاصه في فهم ما يجري في الواقع ومدى تأثيره عليه، ولكن ما يجب معرفته أن جميع الأفكار السلبية تؤثر على حياتنا اليومية؛ وبالتالي تؤثر على الحالة المزاجية والصحة النفسية بشكل عام، لذا يجب علاج التفكير الزائد والوسواس، إليك بعض النصائح لعلاج التفكير الزائد وتطوير الذات وهي كالتالي:
- ابتعد عن الأفكار السلبية بإشغال نفسك بخطط ونشاطات تملأ بها يومك؛ فيمكنك التخطيط ليومك وعمل جدول به كل المهام المطلوبة منك خلال اليوم مع وجود فترات راحة لتنجز أكبر كم من المهام.
- حدد الطريقة السلبية التي تفكر بها، مثلاً عندما تنظر لنفسك على أنك شخص ناجح تماماً أو فاشل تماماً؛ فهذا النمط يدعى بالتفكير أسود وأبيض، وعندما تتوقع الأسوء دائماً حتى لو كان بعيداً عن الواقع يسمى تفكير كارثي.
- استبدل الأفكار السلبية بأخرى إيجابية، هذه طريقة أساسية للتخلص من التفكير السلبي حيث تجعلك تركز على الجانب الإيجابي ولا يعني هذا الابتعاد عن الواقع فيجب الموازنة بين أفكارنا والواقع.
- تقبل الانتقاد؛ فهذا سيجعل الأمور أكثر هدوءا في عقلك ويجعلك تتقبل ذاتك حتى لا يؤثر على تفكيرك ومشاعرك بالسلب؛ فيمكنك الإستفادة من النقد لتطوير ذاتك ومعرفة عيوبك والعمل على إصلاحها لجعل منك شخص أفضل.
- أكتب كل ما تفكر به في مذكرة؛ فهذا يساعد على معرفة أفكارك أكثر وتحديد ما إذا كانت تستحق كل هذا العناء وإيجاد حل لها، وبهذا يمكنك استبدال الأفكار غير المنطقية بأفكار أكثر واقعية وإيجابية.
- يمكنك علاج التفكير الزائد والوسواس عن طريق ممارسة التفكير الإيجابي يومياً وتردد عبارات إيجابية فهذا يجعلك أقل نقداً لذاتك وتقبلها، وهذا يحتاج وقت وممارسة لتكون إنسان إيجابي؛ لأنه عندما تكون حالتك الذهنية متفائلة تزيد قدرتك على التعامل مع التوتر.
التفكير السلبي هو نمط ضار من الأفكار لذا من الضروري التخلص من التفكير المفرط ومعرفة الطرق الصحية للتفكير حتى تغيره إلى نمط تفكير إيجابي وتكوّن صورة جيدة لذاتك.
الخاتمة
يمكن القول أن علاج التفكير الزائد والوسواس بشكل كلي لا وجود له، ولكن يمكن الحد من أعراض هذه الأفكار المتطفلة التي تسبب السهر المفرط وضيق للشخص،
يعد التخلص من وعلاج التفكير المفرط خطوة أساسية لتحقيق التوازن النفسي، والارتقاء بجودة الحياة عن طريق تطوير الذات المستمر وتعزيز مهارات التفكير الإيجابي والتعامل مع ظروف الحياة بثقة وهدوء.
محى الدين محمود
طالب فى كلية الطب البشري, اقوم بكتابة المقالات الطبية والأبحاث العلمية. أؤمن بأهمية تطوير القدرات وتعزيز الإيجابية في الحياة. لذا بدات بالاطلاع على مجالات فى علم النفس كالعقلية الإيجابية، وتطوير المهارات الشخصية وغيرها من المجالات.
مقالات ذات صله
20 نوفمبر، 2024
أعراض التفكير الزائد: علامات تدل على أنك ضحية للتفكير المفرط
هل يسيطر عليك التفكير الزائد؟ اكتشف أبرز أعراض التفكير الزائد الخفية وتأثيرها…
4 سبتمبر، 2024
صفات الشخصية القيادية: بداية النجاح في حياة مليئة بالعمل والتحدي.
هل ترغب في البدء برحلة التعرف على أسرار صفات الشخصية القيادية؟ بإمكانك أن تكتشف…
12 أغسطس، 2024
أفضل طريقة للتخلص من الأفكار السلبية والبحث عن السلام الداخلي
هل تواجه صعوبة في التخلص من التفكير السلبي؟ تعرف على أفضل طريقة للتخلص من…