هل تساءلت يومًا عن سبب أن بعض الأشخاص قادرون على مواجهة تحديات الحياة وقادرون على تحمل المسئولية الواقعة على عاتقهم، والبعض الآخر يعانون من الشخصية الضعيفة ويحتاجون إلى علاج الشخصية المهزوزة؟ السبب في ذلك بكل بساطة أن بعض الأشخاص يتمتعون بشخصية قوية مستقلة والبعض الآخر يتمتعون بشخصية ضعيفة معتمدة على الآخرين.

قد يظن البعض أن علاج ضعف الشخصية علاج عضوي، لكن الأمر ليس هكذا؛ فلكي تعالج الشخصية الضعيفة عليك اتباع بعض النصائح والإرشادات التي إذا طبقتها بشكل يومي سيتغير نمط شخصيتك بشكل جذري؛ مما يجعلك قادر على فعل أشياء كنت تظن سابقًا أنه من المستحيل عليك أن تفعلها.

سنقوم في هذا المقال بإلقاء الضوء على أشهر علامات وعلاج الشخصية المهزوزة سواء للمراهقين والكبار، بالإضافة إلى بعض النصائح؛ لاكتساب شخصية قوية ومحبوبة بين الناس.

كيف تعرف أنك من أصحاب الشخصية المهزوزة؟

كيف تعرف انك من أصحاب الشخصية المهزوزة؟

هل سبق لك أن تعرضت لموقف حيث أن سلوك شخصِِ ما جعلك تتساءل عن قدرته على مواجهة تحديات الحياة؟ قد يكون لديك زميل معين في العمل يتجنب تحمل المسئولية أو صديق معين لا يفي بالتزاماته. هذه الأفعال ليست صدف، لكنها علامات تدل على أن صاحبها يعاني من ضعف الشخصية، سنذكر في هذه الفقرة أهم علامات الشخصية المهزوزة:

أولًا- الخوف من الفشل

 أهم وأكثر العلامات شيوعًا بين أصحاب الشخصية المهزوزة، كما أنه يمثل عائق كبير للنجاح وتطوير الذات؛ حيث يمنعك من تجربة أي شيء جديد خوفًا من الفشل. غالبًا يختار أصحاب ضعف الشخصية البقاء في وضع الراحة وتجنب أي خطر محتمل قد يؤدي إلى الفشل، يفضلون أيضًا الأشياء المعروفة، حتى لو عنى ذلك أن يتخلوا عن التطور والخبرات الجديدة. هذه العلامة من أكثر العلامات حاجة للإصلاح أثناء علاج الشخصية المهزوزة.

ثانيًا- نقص الالتزام

هل تعرف شخصًا يقدم وعودًا كبيرة ولا يفي بها، نقص الالتزام هذا يعد مؤشرًا آخرًا للشخصية المهزوزة. على سبيل المثال، عندما يخبرك صديقك أنه سينضم إليك لبدء روتين لياقة جديد بحماس واستعداد، لكن بعد مرور أسبوع، يجد أعذارًإ لكي لا يذهب إلى الجيم؛ لأنه لم يكن ملتزمًا في المقام الأول.

 يدع أصحاب ضعف الشخصية أصغر العوائق بأن تخرج خططهم عن مسارها التنفيذي. يحتاج هؤلاء الأشخاص إلى بدء علاج ضعف الشخصية في أقرب وقت؛ لكي يستطيعون المباشرة في حياتهم وتحسين جودتها وتحقيق أحلامهم.

ثالثًا- عدم القدرة على التحكم في المشاعر

كيف تتصرف عندما لا تسير الأمور كما تريد؟ هل تأخذ نفسًا عميقًا وتتعامل مع الموقف بهدوء وعقلانية؟ أم تدع مشاعرك تتحكم بزمام الأمور؟ عدم القدرة على التحكم في المشاعر تعد علامة مميزة من علامات الشخصية المهزوزة. أصحاب ضعف الشخصية يتركون مشاعرهم تحدد أفعالهم؛ مما يجعلهم يأخذون  قرارات غير عقلانية ومتهورة. 

يحتاج أصحاب هذه الصفة إلى البدء في علاج الشخصية المهزوزة؛ لأن بعض المواقف تتطلب الهدوء والرزانة من أجل الوصول إلى حل منطقي وفعال؛ وبذلك تستطيع أن تكون شخصية قيادية موثوقة قادرة على التصرف تحت الضغط.

رابعًا- يعتمدون على الآخرين للتصديق

هل سبق أن شعرت بحاجة مستمرة للمدح أو التصديق من الذين حولك؟ من الطبيعي أن تبحث عن التأكيد لدى العائلة والأصدقاء، لكن أصحاب الشخصية الضعيفة يأخذون الأمر إلى أقصى الحدود. هم أيضًا يعتمدون على الآخرين ليصدقوا على قيمتهم، ويبحثون عن الاستحسان المستمر ويخافون من النقد. علاج الشخصية المهزوزة التي يمتلكها هؤلاء الأشخاص ضروري لتحسين قدرتهم على تأدية مهامهم بصورة فعالة والنجاح في شتى مجالات الحياة سواء الشخصية أو العملية.

خامسًا- تجنب المسئولية

هي العلامة الأخيرة للشخصية المهزوزة ومن أكثر العلامات التي يحتاج أصحابها إلى علاج ضعف الشخصية. هل دائمًا تبحث عن شخص آخر لتلومه عندما تسوء الأمور؟ تجنب المسئولية تعد طريقة فعالة لإعاقة النمو الشخصي وتطوير الذات. يفوِّت أصحاب الشخصية المهزوزة فرصًا قيمة للتعلم عن طريق لوم الآخرين.

علاج الشخصية المهزوزة، كيف تتخلص من ضعف الشخصية بشكل نهائي؟

إذا كانت شخصيتك مهزوزة وتريد أن تحولها إلى شخصية قوية؛ بإمكانك ذلك، ولكن هذا ليس سهلاً وستواجهك الكثير من العواقب أثناء رحلتك لعلاج الشخصية المهزوزة لديك، لكن مع العمل، الإخلاص والإصرار؛ يصبح أي شيء ممكنًا.

علاج ضعف الشخصية والخجل في 5 خطوات عند الشباب والمراهقين

ربما تجعلك فكرة مقابلة أشخاص جدد تشعر بالارتعاش والتعرق والغثيان، تشك في أن الآخرين ليس لديهم أي اهتمام بك، وأثناء المحادثات، تقلق بشأن ما يعتقده الشخص الآخر عنك. الخجل ليس شيئًا يمكنك التخلص منه بمجرد لصق ابتسامة، لكن عادة لا يختفي الخجل من تلقاء نفسه، لكن الاستراتيجيات الـ 5المذكورة أدناه يمكن أن تساعدك على اتخاذ خطوات نحو علاج الشخصية المهزوزة لديك والشعور براحة أكبر حول الآخرين ومع نفسك:

أولًا- ستكشف الأسباب الممكنة

يتفق الخبراء بشكل عام على أن الخجل يتطور استجابة لمجموعة من العوامل، مثل: الجينات وبيئة الطفولة وتجارب الحياة، يمكن لأي من هذه العوامل أن يكون له تأثير على كيفية تعاملك مع التفاعلات الاجتماعية.

ثانيًا- حدد ما إذا كان خجلًا أو شيئًا آخر

غالبًا ما يفكر الناس في الخجل والقلق الاجتماعي والانطوائية على أنهم نفس الشيء. بعض الأشخاص الخجولين يستوفون معايير اضطراب القلق الاجتماعي، الانطواء، أو كليهما. ومع ذلك، فإن القلق الاجتماعي هو حالة صحية عقلية، في حين أن الخجل والشخصية المهزوزة ليس كذلك. إذا كنت خجولًا، فقد تشعر بعدم الارتياح عند وجود أشخاص جدد في البداية، ولكن تجد أنه من الأسهل التفاعل معهم كلما تعرفت عليهم أكثر. لن يسبب الخجل بالضرورة الضيق الشديد الذي يسببه القلق الاجتماعي. للخجل فوائد كما أن له أضرار؛ ولذلك هو من أقل الصفات التي يحتاج أصحابها إلى علاج ضعف الشخصية.

ثالثًا- استكشف نقاط قوتك

خذ لحظة للنظر في الخجل من منظور تطوري ؛ فإذا كنت منفتحًا، فربما تكون قد غامرت باستكشاف مناطق جديدة، وتفاعلت مع المجتمعات الأخرى. أما إذا كنت خجولًا، فربما بقيت قريبًا من المنزل لتجنب التهديدات المحتملة. كلا الدورين ضروريان. ولكن في حين أن الاستكشاف قد يساعدك على تحقيق اكتشافات جديدة، فإنه يضعك أيضًا في طريق المخاطر المحتملة. ومع ذلك، قد يكون من المفيد تسليط الضوء على نقاط قوتك بدلًا من اعتبار الخجل عيبًا؛ لأن ذلك يسهم بصورة كبيرة في علاج الشخصية المهزوزة. إن التعرف على المجالات التي تتألق فيها مهاراتك حقًا يمكن أن يعزز ثقتك بنفسك، مما قد يساعد بدوره في تقليل مشاعر الشك الذاتي وانعدام الأمان وعلاج ضعف الشخصية.

رابعًا- حدد أهداف

إذا كنت تعرف شخصًا يبدو أنه يقوم بتكوين صداقات جديدة في كل مرة يدخل فيها إلى المجموعة، فقد تحسده على طبيعته المنفتحة وتتخيل نفسك تدير الجلسات الاجتماعية بنفس السهولة. هذا ليس مستحيلاً، ولكن عادةً ما يكون من المفيد اتخاذ خطوات أصغر أولاً؛ لعلاج الشخصية المهزوزة ومن ثم تنمية مهارات التواصل لإنشاء صداقات جديدة؛ لأنه عندما تجعل هدفك أن تكون قوي الشخصية ولديك مهارات تواصل مميزة؛ يكن من السهل عليك فعل ذلك من خلال بناء خطة مكونة من خطوات صغيرة بسيطة لتحقيق هذا الهدف. بهذه الطريقة يمكنك علاج ضعف الشخصية بخطوات بسيطة ممنهجة تؤدي إلى نجاح الخطة في النهاية.

خامسًا- لا تدع تأثير تسليط الضوء يؤثر عليك

يشير تأثير تسليط الضوء، بعبارات بسيطة، إلى الافتراض (الخاطئ بشكل عام) بأن الآخرين يلاحظون كل ما تفعله وتقوله، كما لو كان هناك تسليط للضوء عليك. يمكن أن يساهم هذا التحيز المعرفي بسهولة في مشاعر الخجل أو القلق الاجتماعي. لتعديل هذا الأمر؛ عليك الاقتناع أن معظم الناس يميلون إلى أن يكونوا أقل انتباهًا مما تتخيل؛ ويرجع ذلك جزئيًا إلى أنهم يفكرون في تسليط الأضواء الواقع عليهم أيضًأ. علاج الشخصية المهزوزة من خلال تعديل طريقة تفكير الشخص والتخلص من الأفكار السلبية كما هو الحال هنا يعد من أهم الطرق لرفع الثقة بالنفس وعلاج ضعف الشخصية.

كيف أعمل على تقوية شخصيتي؟ 5 نصائح لعلاج الشخصية المهزوزة للكبار

أنت لست ضعيفًا في كل مجالات وأجزاء حياتك، ولكن كل ما في الأمر أنك لم تطور بعض المهارات؛ لذلك يجب عليك التفرقة بين المهارات والشخصية. بإمكانك القول أنك لم تكتسب بعض المهارات، لكن لا تقل أنك تعاني من ضعف الشخصية؛ لأن هذه الجملة تخلق لديك صورة سيئة عن الذات؛ مما يسبب لك الكثير من المشاكل. لعلاج الشخصية المهزوزة لديك عليك اتباع الآتي:

أولًا- اعرف من أنت

اعرف نقاط ضعفك وقوتك؛ ومن ثم أنشئ خطة لشخصيتك القوية المثالية. اسأل نفسك بعض الأسئلة، مثل: “ما الذي يجب عليَّ تطويره في شخصيتي” و”ما الذي عليَّ التخلص منه في شخصيتي” و”هل بإمكاني علاج الشخصية المهزوزة لديَّ بمفردي أم أحتاج المساعدة من شخصِِ آخر”، بمجرد الإجابة على هذه الأسئلة ومعرفة ما عليك فعله؛ اعمل كل يوم على ذلك حتى تتمكن من اكتساب شخصية أقوى وتحقيق التطوير الذاتي.

ثانيًا- ركز على اللحظة

إن التحديات التي تأتي من وقت لآخر هي اختبار لمدى استعدادنا للتوسع والتغيير. أسوأ ما يمكنك فعله هو تجاهل الموقف أو المماطلة في وضع الحلول. التحدي هنا والصعوبة الآن. ركز طاقتك على اللحظة الحالية؛ لكي لا تخسر ما هو بين يديك. 

ثالثًا- احتضان الشدائد

تمنحنا القوة العقلية القدرة على رؤية العقبات التي تعترض طريقنا كنقطة انطلاق. عندما نواجه صراعًا، ونحن جميعًا نواجهه، يمكننا أن نستلهم معرفة أنه ليس طريقًا مسدودًا ولكنه طريق إلى معرفة وفهم أعمق. يؤدي احتضان الشدائد إلى علاج الشخصية المهزوزة بشكل كبير لأنه لا يجعل الشخص يصاب بالإحباط عند إخفاقه في أمرِِ ما، بل يجعله يتعلم من خطئه ويحاول إتقان الأمر في المرة التالية.

رابعًا- مرن عقلك

تمامًا مثل عضلاتك، يحتاج عقلك إلى التمرين حتى يكتسب القوة. يتطلب النمو والتطور عملاً متسقًا. يتم بناء القوة العقلية من خلال الكثير من الخطوات الصغيرة، ويتم الحفاظ عليها من خلال الاختيارات التي نتخذها كل يوم. للحصول على القدرة على التحمل، قم بمهمة يومية تزيد من قدرتك على التحمل العقلي.

خامسًا- تحدى نفسك

قال ألبرت أينشتاين ذات مرة: “لا ينبغي للمرء أن يسعى وراء أهداف يمكن تحقيقها بسهولة، يجب على المرء أن يطور غريزة لما لا يستطيع تحقيقه إلا بجهد كبير.” إن التقليل من شأن نفسك والتعامل معها بأمان يعيقك عن النجاح. عندما تؤمن بنفسك وبقدراتك، يمكنك غالبًا تجاوز ما يمكن تخيله. يساهم تحدي النفس في علاج الشخصية المهزوزة؛ حيث يرفع ثقتك بنفسك ويجعلك تتحرر من الشخصية الضعيفة التي تعيقك عن تطوير الذات. 

كيف أقوي شخصيتي في الكلام؟

كيف أقوي شخصيتي في الكلام؟

 تعتمد قدرتك على تقديم نفسك للعالم على تطور شخصيتك. سيقوم صاحب العمل أو القائم بإجراء المقابلة بتقييم شخصيتك أولاً بعد المقابلة. إن تطوير المهارات الشخصية أمر ديناميكي؛ فكلما تعلمت أكثر، أصبحت أفضل. سنسلط الضوء في هذه الفقرة على أهم العوامل التي تساعد على علاج الشخصية المهزوزة أثناء الكلام:

  •  اكتساب المعرفة: كما يقال كثيرًا، المعرفة هي أفضل سلاح. المعرفة هي في الواقع قوة، والقوة ضرورية في عالم اليوم التنافسي. لا أحد يعجب بشخص لا يعرف شيئًا عن وظيفته أو محيطه أو حتى ما يحدث في العالم. يجعلك اكتساب المعرفة أيضًا محبوبًا بين الناس وذا رأي مسموع بين المحيطين بك.
  • الجسم السليم: يلعب مظهرك الجسدي وصحتك دوراً كبيراً في تحديد شخصيتك؛ حيث أنه يمنحك الثقة اللازمة للتحدث أمام الناس. يعد الحفاظ على صحة بدنية جيدة أمرًا بالغ الأهمية للحصول على شخصية إيجابية وحياة صحية. على الرغم من أن الشخص المصاب بمرض قد يتلقى تعاطفًا من الآخرين، إلا أنه غالبًا ما يكون من الصعب عليه الحفاظ على موقف إيجابي. من الضروري ممارسة الرياضة والإهتمام بتناول الأكل الصحي بشكل متكرر والحفاظ على جسمك في حالة جيدة. يساعدك الجسم السليم على علاج الشخصية المهزوزة؛ لأنه يحسن الشكل العام لك وبالتالي يرفع من معدل ثقتك بنفسك. 
  • اللباس الأنيق: كما ذكرنا سابقًا، يؤثر المظهر بشكل كبير على الشخصية؛ لأنه يعطيك مظهر أنيق وذلك يساهم بشكلِِ ما في تقبل الناس لكلامك وأفكارك. حافظ على نظافتك جيدًا، وسوف تحظى بالإعجاب أينما ذهبت. أفضل الملابس تكون في بعض الأحيان هي الأغلى ثمناً. يساعد اختيار الملابس المناسبة لنوع جسمك على علاج الشخصية المهزوزة، عليك أن تنظر عن كثب، وتختار ما تظنه ملائم لشخصيتك.
  • .أسلوب التحدث: يعد الحفاظ على نبرة إيجابية وتعبير أثناء المحادثة أمرًا مهمًا لإبقاء المحادثة ممتعة. معظم الأشخاص الناجحين يستمرون بالتحدث بطرق مختلفة. يتواصلون بصوت عالٍ وواضح. تأكد من أنك تتقن اللغة التي تستخدمها، وتجنب الأخطاء النحوية بأي ثمن لتجنب السخرية.

الخاتمة

في الختام، يتضح أن الشخصية  الضعيفة ليست ثابتة معنا طوال العمر، بل يمكن التخلص منها واكتساب شخصية قوية من خلال اتباع الخطوات التي ناقشناها في المقال؛ مما يجعلنا شخصيات قيادية لنا رأي ويكسبنا كاريزما حتى يجعل الآخرين يعجبون بنا ويبتهجون بوجودنا.

 كما أن علاج الشخصية المهزوزة يرفع من مدى تحملنا للمسئولية ويكسبنا التزام تجاه خططنا وأهدافنا ويجعلنا أشخاص عقلانيين نُحلل الأمور بتمعن وهدوء قبل اتخاذ قرارات تؤثر على نجاحاتنا والتطوير الذاتي الخاص بنا.