هل تريد تحقيق تطوير الذات وتنظم حياتك بالشكل الأمثل وأن تمهد الطريق أمامك حتى تصل إلى مرادك؟ بعض الناس لا يفضلون أن يسيروا مع التيار, يريدون التعامل مع حياتهم بطريقة مدروسة أكثر؛ فهم يدققون في محيطهم ويتخذون قرارات لا تهدف فقط إلى المصالح الفورية أو طويلة الأجل, وبالتالي تحقيق النجاح بشكل أكثر فاعلية وعدم إضاعة الوقت, الجهد, والموارد. إذا عليك بمعرفة ما هو التخطيط الاستراتيجي وبعض صور التخطيط, لما له من أهمية كبيرة على الصعيدين الشخصي والمهني. ويعتمد تحقيق الأهداف سواء فردية أو مؤسسية على مدى جودة التخطيط لضمان تحقيق أفضل النتائج. مما سبق يمكننا أن نتوقع تعريف التخطيط, لذا تابع معي هذا المقال لتتعرف على تعريف التخطيط, أهم مبادئ و خصائص التخطيط, الفرق بين التخطيط والتنظيم وأكثر من هذا.
فهرس المقال
تعريف التخطيط لغة واصطلاحاً
تعريف التخطيط لغةًً
تأتي كلمة التخطيط من مصدر الفعل الرباعي “خطََط”, ففي اللغة العربية يأتي التخطيط بمعنى وضع خطة مدروسة بدقة في مختلف المجالات سواء السياسية, الاقتصادية, التعليمية, الإدارية, أو غيرها, ووضع الأهداف المطلوب تحقيقها مع سياسة تنفيذها في ضوء الإمكانيات المتاحة وفق برنامج زمني.
تعريف التخطيط اصطلاحاً
التخطيط: هو العملية المنهجية المنظمة التي تتضمن خطة يتم تنفيذها بطريقة استراتيجية واضحة, وهدفها الرئيسي هو تحديد الأهداف والأولويات التي سيكون عليها الوضع في المستقبل, بما في ذلك جميع عوامل الاستعداد له. بمعنى آخر سيتم وضع خطة تفصيلية لتحقيق الأهداف عن طريق تحديد الوضع الحالي, والطموحات المستقبلية, وتحديد الموارد المطلوبة للوصول إلى تطوير الذات.
نلاحظ أيضا أن تعريف التخطيط يركز على عدة أمور ألا وهي:
- أنه يعد عملية ذهنية تعتمد على المنهجية
- تحديد أين نحن الآن أي الوضع الحالي
- التنبؤ بالمستقبل وتحديد الطموحات المستقبلية
- وضع خطة بديلة لملاءمة الظروف المتغيرة
يقودنا تعريف التخطيط إلى التساؤل حول ما هو مفهوم الخطة؟ هيا بنا لنعرف إجابة هذا السؤال المهم الذي لابد أنك تساءلت عن إجابته.
ما هو مفهوم الخطة
الخطة : هي طريقة العمل لتحقيق هدف ما في وقت زمني محدد وتتضمن سلسلة من الإجراءات والخطوات وقد تكون صغيرة أو كبيرة.
بعد ان تعريفنا علي تعريف التخطيط والخطة, فمن الجديربالذكر أنه يوجد عدة أشكال للخطط حيث تصنف وفق الهدف منها ولكن في هذا المقال سنتحدث عن خطة تطوير الذات. يُعد بناء مثل هذه الخطة بداية عظيمة لمن لا يعرفون من أين يبدأون ويعتقدون أن هدفهم مستحيل. هي مخصصة لمن لا يعلمون وجهتهم, ومن لا يملكون شغفاً أو هدفاً في حياتهم, حيث توجههم للتفكير فيما يريدون تحقيقه. لوضع مثل هذه الخطة يتوجب عليك أن تسأل نفسك هذه الأسئلة الثلاثة المهمة:
- ماذا تريد؟
عليك أن تصغي إلي غرائزك لمعرفة هدفك الحقيقي وشغفك الأكبر؛ تخلص من جميع الأفكار السلبية في عقلك إذ أنه الوقت المناسب للتفكير في أحلامك والأمور التي أردتها.
- لماذا تريد ذلك؟
سيساعدك هذا السؤال على إجابة السؤال الأول. عليك التاكد من أن أهدافك التي وضعتها تستحق العناء وأنها ستجلب لك السعادة والشعور بالرضا بمجرد أن تصبح حقيقية. مهما كان سبب سعيك لتحقيق هدفك, فإنه يمثل القوة الدافعة لك لتحقيق رغباتك.
- ما الذي أنت مستعد لتقديمه لتحقيق هدفك؟
يُعد كل من التفاني والمثابرة أمرين لا بد منهما, حيث يجب أن تكون مستعدا لتكريس الوقت والتضحية ببعض الأشياء من أجل تحقيق النجاح.
بعد أن أجبت عن هذه الأسئلة الثلاثة المهمة وأصبحت واضحا بشأن ما تريد ولماذا وكيف تحصل عليه قم بتحويل هذه الأسئلة إلى أهداف. لا يجب أن تكون أهدافك كثيرة, لأنك لن تكون قادرا على التركيز وتحقيقها جميعا؛ قم بتقسيم أهدافك إلى أهداف صغيرة, حتى يكون من السهل عليك تحقيقها ولن تكون قادرا على الرفض, فماذا تنتظر؟ أبدأ من اليوم.
3 عناصر رئيسية تميز الخطة
تحتوى أي خطة على عناصر محددة وهي التي تكوِنها بمختلف أنواعها وتضمن هذه العناصر نجاح الخطة وهي كالتالي:-
- الرؤية: يعد تحديد الرؤية الخاصة بالخطة من الأمور المهمة جدا بعد معرفة ما هو التخطيط الاستراتيجي فهي تشمل نظرة مستقبلية عن أهداف هذه الخطة والهدف الأساسي المراد تحقيقه الذي يسعى إليه الفرد.
- الأهداف: عند وضع أي خطة يجب تحديد الأهداف المُراد تحقيقها, حيث يتم تحديد أهداف الخطة بشكل واقعي في ظل الموارد والإمكانيات المتاحة حتى يسهل تحقيق هذه الأهداف.
- الاستراتيجيات: يجب أن تحتوي كل خطة على استراتيجيات توضح كيفية تحقيق الأهداف للوصول إلى الرؤية النهائية، وتشمل الطرق المتبعة من خلال الأفراد لتحقيق الهدف الأساسي منها.
من خلال تعريف الخطة الذي ذكرناه سابقًا, فهي تعمل على مساعدة الأفراد في تحقيق الأهداف المنشودة، لذا يجب الحرص على وضع الخطة بطريقة مدروسة لضمان نجاح الخطة وتحقيق الهدف الأساسي منها.
بعض النصائح التي يجب الاهتمام بها عند التخطيط
التخطيط وتطوير الذات من الأمور المهمة التي يجب على كل شخص أن يقوم بها بشكلٍ دائم في حياتهِ، وذلك لأنّ ثبات الذات وعدم تطويرها بشكلٍ مستمر يؤدي إلى تراجع القدرات العقليّة والإبداعيّة، فكل يوم هو فرصة لك لتكون أفضل, فقم الآن باستغلال تلك الفرصة. إليك بعض النصائح التي يجب اتباعها أثناء التخطيط:
- كن على دراية بإخفاقاتك ونقاط ضعفك: قد تتطلَّب مُعظم الخطط أن تبدأ بنقاط قوتك وما حققته في حياتك من إنجازات، وما إلى ذلك. لكن في الواقع، ليس هذا ما يحدث؛ فالحقيقة هي أنَّنا نتعرَّض للكثير من الفشل والإخفاقات بشكلٍ أكثر ممّا قد نتقبله, ومع ذلك، نحن يجب أن نكون أكثر تقبلاً لإخفاقاتنا فهي دليل علي أننا نحاول ولأنَّها تُساعدنا في النِّهاية على استخلاص الدروس المُهمَّة منها وتحسين أدائنا في المستقبل وتحقيق التقدم المرجو.
- حدد رؤيتك على المدى الطويل: يجب أن تتأكَّد من أنَّ خططك المستقبلية تتوافق مع أخلاقك ومبادئك وقيمك. لا شكَّ أنَّ التَّوافُق مع قيمك يُعدّ أمرًا بالغ الأهمية لحياةٍ سعيدة, حيث سيؤدّي إلى منعك من تطوير خطة حياة تتعارض مع استقرارك النفسي.
- قيم نفسك: بناء على إخفاقات الماضي وتطلعات المستقبل, يمكنك أن تبدا في تقييم نفسك ومعرفة ذا كُنت جاهزًا بالفعل لتنفيذ خطتك أم أنَّك ما زلت بحاجةٍ إلى المزيد من التطور
- إعطاء الأولوية للمستقبل: قم بترتيب الأشياء في حياتك حسب الأولويَّة وفقًا لما تُريد تحقيقه أولًا. على سبيل المثال، لنفترض أن عُمرك حاليًا 30 عامًا، فرُبَّما تكون أولويَّتك الأولى هي الحصول على منزلٍ خاص بك, ثم ترغب في الزواج, وبعد ذلك، قد ترغب في بدء مشروع تجاري جديد وهكذا…
- أطلب المساعدة ممن حولك: من المؤكد أنَّك أنت الشخص الوحيد المسؤول عن حياتك، وصاحب المصلحة الوحيد من هدا التخطيط. ولكن هذا لا يعني أنَّك لست بحاجةٍ إلى عائلة ومجموعة أصدقاء داعمة تُريد العيش من أجلهم.. هؤلاء هم الذين يُحفِّزونك لعيش الحياة على أكمل ويساعدونك علي النمو والتطور.
الفرق بين التخطيط والتنظيم
يُعد التخطيط الاستراتيجي الخطوة الأولى والأساسية التي تسبق عملية التنظيم, فالتخطيط يُحدد الأهداف والمهام والطريقة التي تساعد في تحقيق المخططات، أما التنظيم هو ترتيب لتلك الأهداف والمهام وتوقيتها. اليك الان بعض الفروقات الجوهرية بين التخطيط والتنظيم.
التخطيط
هو عملية مستمرة تقوم بتحديد طريقة سير الأمور للإجابة عن بعض الأسئلة مثل ماذا يجب أن نفعل، ومن يقوم به، ومتى، وأين، وكيف. بواسطة التخطيط سيساعدك إلى حد كبير على تطوير الذات.ستحدد صور التخطيط طرق سير الأمور التي سيقوم بها الأفراد لمدة أيام، شهور، وحتى سنوات قادمة. وسيحقق هذه النتائج من خلال: التأني في اختيار الأهداف, تحديد الغرض من كل خطوة, صنع قائمة بالخيارات المتاحة, وأيضا تحديد الميزانية والموارد المتاحة.
التنظيم
هو ما سيجعل تحقيق غاية الفرد المذكورة سابقا في عملية التخطيط أمراً ممكناً. بالإضافة إلى ذلك، فهو يضيف مزايا أخرى ألا وهي :
- احترام الخطط والأهداف
- تحديد الأنشطة الضرورية لإنجاز الأهداف
- زيادة الإبداع
- زيادة الإنتاجية
في إطار تطوير الذات, الفرق بين التخطيط والتنظيم يمكن أن يكون واضحا؛ فالتخطيط يتعلق بوضع الأهداف وتحديد خطوات التخطيط اللازمة لتحقيقها, ينما التنظيم يتعلق بتنظيم الموارد والوقت والجهد بطريقة منظمة وفعالة لتحقيق تلك الأهداف. فلنقل أنك ترغب في تحسين قدراتك في إدارة الوقت, يمكنك استخدام التخطيط لتحديد أهدافك, مثل زيادة انتاجيتك وإدارة وقتك بشكل أفضل. بعد دلك يمكنك استخدام التنظيم لتنظيم يومك وجدولته بطريقة فعالة؛ مثل تحديد أولوياتك واستخدام تقنيات إدارة الوقت لزيادة التركيز والانتاجية.
في النهاية يمكن القول إن التخطيط والتنظيم هما الركيزتان الأساسيتان في رحلة تطوير الذات. أحدهما يساعدنا في تحديد أهدافنا ووضع خطة لتحقيقها والأخر ينظم وقتنا ومواردنا بشكل فعال. فلنستمر في استخدام هاتين الأداتين القويتين لتحقيق نجاحنا وتطوير إمكاناتنا.
شروط نجاح التخطيط ومعوقاته
لا بد أن نجزم أن معرفة ما هو التخطيط يعتبر حجر الأساس الذي يساعدنا على مواجهة المستقبل المجهول, وإذا لم نفكر بشكل مسبق؛ قد يضر هذا بمستقبلنا ويعيق تقدمنا ولضمان نجاح عملية التخطيط وخاصتا التخطيط الاستراتيجي يجب اتباع بعض الشروط ألا وهي:
- بعد معرفة ما هو التخطيط نقوم بوضع أهداف محددة واضحة.
- أن تكون الخطة بسيطة وليست معقدة.
- أن تكون واقعية , وقابلة للتنفيذ.
- دقة البيانات الإحصائية التي على أساسها يتم بناء الخطة.
- المرونة , لضمان ملاءمتها للظروف المتغيرة والأزمات.
- تحديد مدة زمنية خاصة لكل جزء من أجزاء الخطة.
- متابعة تنفيذ الخطة.
أما بالنسبة لمعوقات عملية التخطيط فهي ألا نطبق هذه الشروط فمثلا عندما لا نحصل على بيانات دقيقة لإعداد الخطة , فذلك سيكون عائقا في إعدادها. في النهاية يؤكد الخبراء على وضع خطة بديلة وخطة طوارئ لتخطي الأزمات ولكن بحذر فلديها بعض المخاطر.
الخاتمة
في الختام, مما لا شك فيه أن تعريف التخطيط وكل ما يرتبط به لم يُخص بالاهتمام الكافي من الدراسات وخاصتا في مجتمعات دول العالم الثالث, وما زال المفهوم به شئ من الغموض لدى الدارسين والممارسين على حد سواء رغم ارتباطه بكافة القرارات. التخطيط هو عملية أساسية للوصول إلى النجاح في أي مجال من مجالات الحياة. فالتخطيط الجيد يساعدك على تحديد أهدافك، وتحديد الموارد اللازمة لتحقيقها، وإنشاء خطة عمل لتنفيذها، ومتابعة التقدم المحرز، وتقييم النتائج. إذا كنت تريد تحقيق النجاح في حياتك، فتخلص من التسويف والتزم بصور التخطيط.
محى الدين محمود
طالب فى كلية الطب البشري, اقوم بكتابة المقالات الطبية والأبحاث العلمية. أؤمن بأهمية تطوير القدرات وتعزيز الإيجابية في الحياة. لذا بدات بالاطلاع على مجالات فى علم النفس كالعقلية الإيجابية، وتطوير المهارات الشخصية وغيرها من المجالات.
مقالات ذات صله
27 سبتمبر، 2024
هل تحتاج لعادات إيجابية لتحقيق الصورة المُثلي من ذاتك؟
طريقك لتحقيق النجاح الذي تريده هو تبنَّي عادات إيجابية. تعريف العادات…
23 يوليو، 2024
ممارسة الرياضة: الاستثمار المجاني الأمثل لعقلك وجسدك وأيضًا روحك
هل ترغب في تحسين جودة حياتك وتعزيز صحتك البدنية؟ هل ترغب في أن تكون صاحب الجسم…
12 مايو، 2024
إدمان السوشيال ميديا: ما الذي تخبئه هذه الظاهرة من أضرار على حياتنا
قد تؤدى كثرة استخدامك لمواقع التواصل الاجتماعي إلى العديد من الآثار السلبية على…