تبنِّي عادات إيجابية هي أداة تحقيق النجاح؛ لأن العادات جزء أساسي من حياتنا اليومية. حيث تحدد هويتنا وسلوكياتنا والمسار الذي تتجه إليه حياتنا، خاصة على المدى البعيد. في عالم مليء بالصعوبات والتحديات، تعتبر العادات الإيجابية الأداة السحرية لتحسين جودة الحياة.

من خلال اكتساب عادات ايجابية، يمكننا تعزيز صحتنا النفسية والعقلية والجسدية، وزيادة تركيزنا على تحقيق الأهداف؛ للوصول إلى النجاح الشخصي والمهني، وزيادة الإنتاجية، وتطوير العلاقات الشخصية. 

سنعرض في هذا المقال تعريف العادات وأهميتها وطريقة اكتسابها عادات إيجابية وبعض الأمثلة عليها التي ستساعدك لتحقيق النجاح في الحياة والتطوير من ذاتك.

تعريف العادة

هل تدرك تعريف العادة؟

هي سلوك أو ممارسة روتينية تؤدَّى بانتظام، أو استجابة أوتوماتيكية لموقف معين يفعله الشخص بطريقة منتظمة ومتكررة. فهي سلاح ذو حدين. تعمل لصالحك أو ضدك، ولهذا السبب من المهم للغاية فهم خطورة ذلك الأمر. وعدم الوقوع في فخ العادات السلبية واكتساب عادات إيجابية.

ما هي العادة الإيجابية؟

العادات الإيجابية هي الفائدة المركبة للتحسّن الذاتي. فإن تأثير العادات يتضاعف حين تكررها. فإن التأثير الذي تحدثه على مدار شهور وسنوات يكون تأثيراً ضخماً في تحقيق النجاح والسعادة. فبناء عادات ايجابية في الحاضر يتيح لك أن تفعل ما تريد في المستقبل.

ما أهمية العادات الإيجابية؟

ما أهمية العادات الإيجابية لحياتك؟

السبب الحقيقي وراء أهمية العادات ليس أنها من الممكن أن تجلب لك نتائج أفضل، وإنما لأنها يمكن أن تغير معتقداتك بشأن نفسك. فمن أهمية العادات الإيجابية:

  • تحقيق الأهداف المهنية والشخصية: تساهم العادات الإيجابية في تعزيز سلوكيات مثل التعلم وتطوير المهارات؛ مما يزيد من فرص تحقيق النجاح والتطور النفسي والذاتي.
  • زيادة الإنتاجية: اكتساب عادات إيجابية، مثل العمل الجاد وتنظيم الوقت والتخطيط المسبق، يساعد على إنجاز المهام وتحقيق الأهداف. كما أن نتائج العادات تراكمية؛ فهذا يساعد في إنجاز المهام المعقدة والكبيرة عن طريق الاستمرار على ممارسة العادة. 
  • تحسين الصحة الجسدية: تبني عادات صحية ايجابية مثل ممارسة الرياضة، تناول طعام صحي، والنوم المتوازن تعزز الصحة العامة، وتحسن صحة القلب والرئتين، وتقلل من خطر الإصابة بأمراض مزمنة.
  • تعزيز الصحة العقلية والنفسية: القراءة، التأمل وحُسن صلتك بخالقك. كل هذه عادات إيجابية يومية تحسن الصحة النفسية، وتقلل من مستويات القلق والتوتر، وتُشعر الفرد بالراحة والأمان.
  • تحسين جودة الحياة: العادات الإيجابية تجعل الفرد يشعر بالتحرر والسعادة والرضا، وزيادة احتمال فرص النجاح في الحياة المهنية وتحقيق الاتزان النفسي. وهذا يحسن من جودة الحياة.
  •  زيادة الثقة بالنفس: بعد أن ذكرنا أن تبنِّي عادات إيجابية يساعد في تحقيق الأهداف؛ فيجب أن نذكر أيضاً مدي تأثيرها على تعزيز الثقة بالنفس، وتحدي الصعاب والمضي قدماً.
  • حل المشكلات: على الرغم من أن العادة صغيرة ويسهل عملها، إلا أن ممارستها بشكل روتيني يجعلها مصدر قوة مذهلة، ومكونّ لنظام من النمو التراكمي. مهما كان حجم المشكلة، يجب تقسيمها إلى أجزاء أصغر بالتالي يصبح العمل عليها أمر سهل.  

ما هي أفضل العادات اليومية؟  

أفضل العادات اليومية
  • الصلاة وممارسة الشعائر الدينية: الصلاة تعزز الإيمان في قلبك وتقوي علاقتك مع الله، تُشعرك بالسكينة والطمأنينة الروحانية وعلاوةً على ذلك، تساعد في تنظيم الوقت؛ لأن الإهتمام بمواعيد الصلاة يبنى عند الفرد روح الانضباط بالمواعيد وتحديد الأولويات.   
  • وضع الأهداف اليومية وتحديد الأولويات: وضع الأهداف يرسم لك الطريق ويحدد المسار الذي سوف تتبعه؛ مما يؤدي إلى قلة التشتت والتوتر وزيادة التركيز على ما يجب انجازه. بشكل مماثل، تحديد الأولويات يوفر الوقت، ويُركز على المهام الأكثر أهمية دون الإنشغال في مهام ثانوية دون فائدة. 
  • ممارسة التمارين الرياضية: عادات صباحية إيجابية مثل ممارسة الرياضة تساهم بشكل كبير فى زيادة التركيز، تحسين المزاج العام، تقليل التوتر والقلق، زيادة الطاقة، تحسين الصحة العامة، وتعزيز الانضباط الذاتي، مما يؤدي إلى زيادة الإنتاجية وتحسين الصحة النفسية والعقلية.
  • القراءة واكتساب المعرفة: تعتبر القراءة والتطوير المعرفي عادات ايجابية يجب اكتسابها؛ لأنهم أسس النمو الشخصي والتطوير الذاتي. في الوقت نفسه تساهم القراءة في تطوير التفكير النقدي والتحليلي، زيادة المعرفة العامة، وتحسين الذاكرة والتركيز. 
  • التأمل والاسترخاء: يساهم التأمل في تعزيز الصحة النفسية والعقلية، وتقليل التوتر والقلق، تحسين الذاكرة والانتباه، وزيادة القدرة على التعامل مع الضغوط، كما أنه يساهم بشكل كبير في تحسين جودة النوم.
  • تناول الطعام الصحي: الطعام الصحي يحتوي على الفيتامينات والمعادن التي يحتاجها الجسم، والذي يساعد بشكل كبير في تعزيز النشاط البدني والعقلي، والوقاية من أمراض مثل السكر وأمراض القلب.
  • شرب المياه: اكتساب عادات ايجابية مثل شرب المياه أمر ضروري؛ لأنه يلعب دور هام في تحسين الصحة العامة. على سبيل المثال، الحفاظ على درجة حرارة الجسم، حماية  الدماغ والحبل الشوكي من الجفاف، تنظيف الفم، الحفاظ على صحة الكلى، ودعم وظائف الجهاز الهضمي، يساهم في إنقاص الوزن، تليين المفاصل.
  •   بناء علاقات اجتماعية: يعتبر بناء شبكة العلاقات من أهم العادات الإيجابية التي تساهم في تعزيز الصحة النفسية والجسدية. حيث، تعزز الدعم النفسي والعاطفي، تحسين الشعور بالسعادة والرضا، تحسين مهارات التواصل الفعّال، تبادل المعلومات والمعرفة، وفتح أبواب الفرص المهنية والشخصية.

كيف تكتسب عادات إيجابية؟

كيف تكتسب عادات إيجابية لتطوير ذاتك؟

بناء عادات ايجابية أمر يتطلب الصبر والإلتزام. إليك بعض الإرشادات التي تساعدك في بناء عادات إيجابية تغير حياتك:

  • حدد هدفك: اكتب العادات السلبية التي تريد التخلص منها والعادات الإيجابية التي تريد أن تكتسبها، ابدأ بتحديد هدف بسيط في البداية لاكتساب العادة. علي سبيل المثال، لا تقل “سأمارس الرياضة بانتظام”، بل قل “سأمارس الرياضة لمدة 20 دقيقة كل يوم”. هذا هدف يحتاج إلي مجهود أقل ويمكن قياس مقدار التقدم فيه بسهولة.
  • اصنع الإشارة: الإشارة تنبّه الدماغ كي يبدأ سلوكاً ما. لقد أثبت العلماء أن تحرز تقدمًا أكبر نحو هدفك إذا قررت ليس فقط ما ستفعله، بل وأيضًا متى ستتلقى إشارة للقيام بذلك، إذا كنت تريد ممارسة عادات إيجابية مثل القراءة، ضع كتاب بجانبك، أو إذا كنت تريد تناول طعام صحي، فاملأ الثلاجة بالخضروات والفاكهة. هذه هي الإشارات التي ستسهل عليك فعل العادة ولا تعتمد فقط على انضباطك الذاتي.
  • الاستجابة: الاستجابة هي العادة الفعلية التي تقوم بها، ويعتمد حدوثها من عدمه على مقدار قدرتك على القيام بالعادة. فإذا تطلّب فعل معين قدرا من الجهد البدني أو العقلي أكبر مما أنت مستعد لبذله، حينها فلن تقوم به. استجابتك تعتمد على قدرتك، والعادة لا تحدث إلا إذا كنت قادراً على القيام بها. لذا، يجب البدء بخطوات بسيطة تؤدي إلى مكافأة عند تحقيق الهدف وممارسة العادة . 
  • المكافأة: إن دماغك جهاز راصد للمكافاّت. وهي الغرض الأول من ممارسة كل عادة، والاستجابة معنية بمحاولة الحصول على المكافأة. فممارسة الرياضة وتناول الطعام الصحي يساعدك في الحصول على الجسم المثالي، والحصول على ترقية يجلب لك مزيداً من المال والتقدير، تغسل أسنانك، لتحسين مظهرها والحصول على رائحة فم جيدة. لذلك، تعتبر المكافأة الحافز الأساسى لممارسة العادة.

كيف يمكن للعادة أن تُحدث تأثير؟

لكي تصبح العادة فعّالة يجب المواظبة على ممارستها، فنحن نقوم بتغييرات بسيطة، غير أن النتائج لا تأتي سريعاً، ومن ثَم فإننا نعود إلى سلوكياتنا القديمة المعتادة. إليك بعض النصائح التي ستساعدك في المواظبة على العادة:  

  • كن مرناً: تقبّل الوقوع في الخطأ، ومواجهة تحديات وانتكاسات، واصل المحاولة وقم بإعادة تحديد أهدافك إذا لزم الأمر. المحترفون هم الذين يمارسون عادات إيجابية ويحافظون عليها مهما كانت الظروف، أما الهواة يتركون الحياة تتحكم بهم.
  • الاستمرار في الممارسة: العادات تحتاج الوقت لكي تصبح جزءاٌ أساسياً من حياة الفرد، المهم هو الاستمرار على ممارسة العادة إلى أن تصبح سلوكاً روتينياً فى العقل اللاواعي، وهنا لن نبذل الكثير من الجهد لممارسة العادة. العامل المشترك بين كل الناجحين هو الانضباط والاستمرارية، والتركيز على الخطوات البسيطة؛ لأن لها نتائج مذهلة وهي التى ستحدد ما ستكون عليه حياتك في المستقبل. واكتساب عادات إيجابية يجعل النجاح حليفك، بينما العادات السيئة تجعل النجاح عدوّك.  . 

الخاتمة

 إن تبنّي عادات إيجابية ليس مجرد سلوك، بل هي هوية تُشكل الفرد، وتوفر له حياة مليئة بالسعادة والرضا والراحة, وفي الوقت نفسه تساهم في تحسين جودة حياته وتحقيق أهدافه.

قد يظن البعض أن العادات تجعل الحياة مملة و تسلب الحرية، لكن الحقيقة هى من تخلقها. إن اكتساب عادات إيجابية هو الطريق للوصول إلى تحقيق النجاح في الحياة العملية والشخصية، وتعزز صحتنا النفسية والجسدية، لذا، يجب الاستثمار في أنفسنا لاكتساب هذه العادات؛ لأنها تحدد مسار حياتنا، فلنجعلها طريقنا نحو النجاح, السعادة والتطور الذاتي.