تعد شخصيتك من بين أقوى الأدوات المتاحة لك عندما يتعلق الأمر بإقناع شخص ما، خاصة إذا كانت شخصيتك تتصف بشيء من أنواع الكاريزما. فمن السهل التأثير على الآخرين مع هذه الشخصية, فلا يمكن إنكار أنه سيستجيب لك دون اعتراض أو جدال، وبشعور بالرضا. 

الشخصية الكاريزمية تتمتع بكثير من المهارات والتي منها الإقناع، بالإضافة إلي القيادة وتنفيذ المهام بسهولة، والوصول لأهدافها بأقل مجهود وبأعلى دقة وفي أقل وقت وتكلفة.

إذا كنت مهتمًا بمعرفة المزيد عن أنواع الكاريزما المختلفة وكيفية التفريق بينها، تابع قراءة هذا المقال. والذي سيفيدك بشكل كبير في تطوير الذات، والتعرف أكثر على شخصيتك.

نظرة عامة حول ماهية الكاريزما

نظرة عامة حول ماهية الكاريزما

الكاريزما: يستخدم مصطلح الكاريزما غالبًا لوصف الشخص الذي يمتلك شخصية جذابة. ومع ذلك، فمن المهم أن ندرك أن هناك أربعة من أنواع من عوامل الجذب المختلفة. 

هي هالة آسرة ومسيطرة ومبهجة تمارس تأثيرًا روحيًا على وعي الآخرين وتأسر الجمهور. يمتلك الأفراد الذين يمتلكون الكاريزما الشخصية كفاءة استثنائية في القيادة والإقناع والتحفيز. إنهم يمثلون حضورًا جذابًا لمن هم على مقربة منهم بطريقة يصعب التعبير عنها. في بعض الأحيان، قد يجد المرء نفسه في حضور شخص يبهره على الفور، وبعد ذلك، بمجرد أن يتحدث، تزداد قيمته بسبب شخصيته الفريدة. إن الجاذبية هي مزيج من لغة جسد وأسلوب وشخصية الفرد، إنها سمة تستحق كثير من الاهتمام ولا يمكن تجاهلها، وذلك بمعرفة أهم أنواع الكاريزما وصفاتها.

إن الجوهر الحقيقي للكاريزما متعمق في مقدرة الشخص على التواصل الفعّال مع الآخرين

الدكتور ريجيوا

يتطلب ذلك مزامنة لغة الجسد مع الحوار، بالإضافة إلى قدرة الفرد على نقل المشاعر أثناء التعبير عن مشاعره العميقة. ومن ناحية أخرى، فإن الثقة بالنفس هي انعكاس لما داخل الجوهر الباطني الفرد. من خلال تطوير الذات من الداخل؛ تنبعث الكاريزما بشكل طبيعي إلى الخارج، حيث لا يمكن أن تكون مصطنَعَة أو يمكن كسرها بسهولة.

ما هي أشهر أنواع الكاريزما؟

أنواع الكاريزما الأربعة

يرى البعض أن الجاذبية يمكن تعريفها كنوع واحد، مثل الشخصية الجذابة والمثيرة للإعجاب. ومع ذلك، فإن التعمق في معرفة ما هي الكاريزما يكشف أنها في الواقع الحضور الطاغي، والذي يمكن تصنيفها إلى أربعة أنواع متميزة حسب ما صنّفه الدكتور إيهاب فكري في كتابه أصحاب الكاريزما. فمن أنواع الكاريزما ما يلي:

النوع الأول: كاريزما النجم

يعد أشهر أنواع الكاريزما، حيث أنه في كثير من الأحيان، عند مقابلة العديد من الأفراد، قد نشعر بالانجذاب نحوهم أو ننبهر بجمالهم الخارجي. ومع ذلك، فإن هذا الإحساس عابر، وعند الانخراط في المحادثة، تختفي تلك الجاذبية، وهذه بالطبع ليست كاريزما النجم الحقيقية. حيث يتمتع النجم الكاريزمي الحقيقي بجاذبية لا تتعمق إلا كلما اقتربت منها. فيكون لديها تأثير قوي عليك، حتى لو لم يجلب وجودهم أي فائدة.

سمات كاريزما النجم

في الواقع، يعتبر من اهم أنواع الكاريزما هى كاريزما النجم, ولكن وجود الشخص الكاريزمي قد يؤذيك في بعض الأحيان. غالبًا ما يكون هؤلاء الأفراد مشهورين فقط بسبب نجوميتهم ولا يمتلكون صفات القائد الحقيقي. في كثير من الحالات، يهتمون فقط بالمصلحة الشخصية وكثيرًا ما يستغلون معجبيهم. ويظهر هذا بشكل واضح في صناعة السينما والمسرح. حيث ينفق المعجبون قدرًا كبيرًا من الوقت والمال والجهد لمشاهدتهم، فقط بناءً على انجذابهم لهؤلاء النجوم، دون ضمان الحصول على أي فائدة حقيقية. لكن المشاهير يستفيدون بشكل كبير من هذا الجذب. وإليك أشهر سمات كاريزما النجم:

  • لغة جسد واثقة: يمكنك سحر كل من حوله بلغة جسده التي تعكس ثقته بنفسه وشخصيه الجذابة، فمن خلال إيماءات اليد والوجه والظهر يستطيع أن يعكس سحر الشخصية الواثقة من نفسها ويأثر بها الموجودين.
  • نبرة صوت جذابة: من خلال التلاعب بطبقات الصوت والحنجرة ليصدر صوتًا مميزاً يعكس ما بداخله من حب أو حزم أو غيرها من المشاعر، بتلك الطريقة يستطيع أن يؤثر فيمن حوله.
  • الاهتمام بالمظهر الخارجي: من الملابس المنظمة والحديثة، ومن الاكسسوارات كالساعة الفخمة والحذاء اللامع النظيف وغيرها من التفاصيل التي تضفي عليه هالة من الجاذبية تجبر من حوله على التأثر بمظهره.

يمكن اختصار كاريزما النجم كنوع مؤثر من أنواع الكاريزما في المظهر الخارجي الجذاب الذي يأسر الجميع بحضوره ويلفت الأنظار إليه ويستخدمها في التأثير بالأخرين، ولكن على الجانب الآخر يوجد بعض المشاهير لا يعطون الأولوية لمكاسبهم الخاصة، وهم في الغالب نجوم حقيقيون يمتلكون صفات القيادة والزعامة مع امتلاكهم لصفات النجومية، مستغلين حضورهم الهائل لصالح مجتمعاتهم. لقد أظهر هؤلاء النجوم الحقيقيون التزامًا بخدمة الآخرين. فنجد على سبيل المثال، النجمة التي قررت الذهاب إلى أفقر المناطق الإفريقية؛ لتساعد ضحايا المجاعات. 

النوع الثاني: كاريزما الزعيم

من أنواع الكاريزما الأخرى هذا النوع الذي يوصف أصحابه بأنهم لا يهتمون بمظهرهم الجسدي، أو ثروتهم، أو صحتهم، أو سمعتهم. إن السعي وراء الشهرة ليس من أولوياتهم، كما أن الصفات القيادية ليست هي ما يميزهم. على الرغم من أنها قد تبدو عادية، إلا أن إخلاصهم لمعتقداتهم الذي لا يتزعزع يميزهم عن غيرهم. إنهم لا يهتمون بعدد الأفراد الذين يتبعوهم؛ لأنهم على استعداد للعيش والموت من أجل مبادئهم. ومع ذلك، فإن الولاء لمعتقدات الفرد وحده لا يكفي للقائد. يعد التواصل الفعّال مع الجماهير أمرًا بالغ الأهمية لنقل هذه الأفكار بطريقة واضحة ومؤثرة، سواء من خلال الخطاب القوي أو الكتابة أو الشعر. ومثالٌ ذلك هو “غاندي” الذي لم يستمد قوته من سلطته، بل من أقواله وأفعاله التي تحدَّث عنها الناس في غيابه.

لا يشتهر المالك بعقله الذكي وفهمه الدقيق فحسب، بل إنه مدعوم أيضًا بمهارته في تصور وتوضيح الاتجاهات والأفكار للآخرين. ومن الجدير بالذكر أن قوة الفكرة تستمر حتى لو لم يكن لصاحبها وجود. ويشكل نيلسون مانديلا مثالًا نموذجيًا على ذلك، حيث رفض بشدة التسامح مع الظلم، وحارب التمييز العنصري للحصول على حقوق متساوية للجميع، بما في ذلك البيض والسود. وكان نجاحه عظيمًا لدرجة أن آثاره لا تزال واضحة حتى يومنا هذا.

سمات كاريزما الزعيم

لكاريزما الزعيم سمات شخصية تميزه عن غيره من أنواع الكاريزما الآخرى منها:

  • إنه قد لا يحمل اللقب الرسمي لزعيم دولة أو شعب، فإنه بلا شك الشخص الذي يبرز ويشع تألقاً.
  • يتمكن من خلال أفكاره إلهام من حوله بشق طريق للأمام، دون أن يتأثروا بحجم العقبات.
  • يمكن ملاحظة العديد من الأفراد الذين تأثروا بأفكاره وهم يطلبون توجيهاته، ويطلبون نصيحته، ويرددون كلماته بشكل متكرر.
  • وعلى الرغم من كونه أصغر سنا أو أقل خبرة من غيره، إلا أن بعض أقواله وأفكاره لا تزال تحمل قيمة وأهمية.
  • وضعه الاجتماعي قد يكون مرموقًا، إلا أن جاذبيته الفكرية هي التي يتردد صداها حقًا في ضمير الآخرين.
  • إنهم يستمعون باهتمام إلى أفكاره وكلماته، ويشعرون بأن هذه الأفكار تخصهم، وبالتالي يكونون قادرين على التعبير عنها مرة أخرى.
  • على الرغم من انفصالها عن المتحدث الأصلي، إلا أن هذه الأفكار والأقوال أصبحت منتشرة لدرجة أنه يمكن العثور على أمثلة عديدة.
  • تظل قيمة الأقوال والأفكار في حياتنا مجهولة، إذ غالبًا ما نجهل أصولها.

هناك تناقض واضح بين القائد الذي يمتلك هالة أو جاذبية لا يمكن إنكارها وبين شخصية مشهورة تتمتع بشخصية كاريزمية. القائد هو الفرد الذي يتصور الفكرة ويحافظ على قوتها حتى في غيابه. فالولاء لفكرتهم يدفع القائد إلى التضحية بنفسه من أجل ضمان نشرها بين الجماهير.

النوع الثالث: كاريزما المدير

تعد كاريزما المدير أحد أهم أنواع الكاريزما، والذي يعتقد أصحابها خطأً أن مجرد المسمى الوظيفي الذي يحتوي على كلمة “مدير” يجعلهم يتمتعون بشخصية كاريزمية تلقائيًا. فعندما يواجهون أي مشاكل، فإنهم غالبًا ما يؤكدون سلطتهم من خلال تذكيرهم بوضعهم الإداري والمطالبة بإطاعته، ويدل هذا على هشاشة المدير. يلجأ هؤلاء المديرون إلى هذا التكنيك عندما يكونون غير قادرين على إقناع أعضاء فريقهم بفكرة أو مفهوم معين.

سمات كاريزما المدير

بالنسبة إلى كاريزما المدير كنوع من أنواع الكاريزما الأساسية فهو ذلك الشخص الذى يتمتع بأربع صفات من الصفات الاساسية للكاريزما. هدفهم هو نقل سياسات وتوجيهات الإدارة إلى القوى العاملة لديهم والتعاون معهم لإنجازها. فمن أهم هذه السمات هي كالتالي:

  • دقة الفهم وحكمة التواصل: تقع على عاتقهم مسؤولية إيصال مطالب وحقوق العمال إلى الإدارة والعمل على تحقيقها. ولتنفيذ هذه المهام بشكل فعّال، يجب على المدير إظهار الحكمة والفطنة لتجنب أي تفسير خاطئ من أي من الطرفين. فالمدير هو حلقة الوصل بين الموظفين والإدارة، فلابد أن تمتاز بالدقة والحكمة. دقة الفهم؛ لكي لا يحدث سوء تفاهم لأي من الطرفين فيؤثر ذلك سلبًا على العمل. وحكمة التواصل، حيث أنه لا يجب على المدير أن ينقل المعلومات كما هي إلى الموظفين أو الإدارة العليا، وذلك لتجنب الوقوع في المشاكل.  
  • قوة المهارات الفنية: إذا كان نوع كاريزما المدير يرغب في تنمية قدرات فريقه وضمان الفعالية في مكان العمل، فكيف يمكنه القيام بذلك دون التدخل في كل الجوانب الفنية؟ سيكون ذلك استخدامًا غير مثمر لوقتهم وطاقتهم. ومع ذلك، لا يزال يتعين عليهم إشراك موظفيهم في إيجاد الحلول ونقل المعرفة. بالإضافة إلى ذلك، يجب على المدير الإبلاغ عن النتائج التي توصل إليها إلى المسؤولين الأعلى لتأكيد نجاح الفريق.
  • القدرة على التحفيز والمتابعة: يمكن أن يرجع هذا النجاح إلى عدة عوامل، لكن اثنين منهما يبرزان باعتبارهما الأكثر أهمية، وهما القدرة والرغبة. تشمل القدرة الكفاءات الفنية والمادية والجسدية للفرد، في حين تشير الرغبة إلى المشاعر الدافعة التي توجه الشخص نحو أهدافه. تمتلك كل من القدرة والرغبة عنصرًا داخليًا خاصًا بالفرد وعنصرًا خارجيًا يتعلق ببيئته. وفي هذه البيئة يجب على المدير الكاريزمي أن يظهر سمته الأخرى، وهي القدرة على تطوير الذات وتحفيز ومتابعة رغبات الفرد وقدراته.
  • الحزم مع حسن المعاملة: السمة الأخيرة لنوع كاريزما المدير هي الحزم إلى جانب معاملته الجيدة للآخرين. إنهم يدركون أهمية احترام الجانب الإنساني لأولئك الذين يعملون معهم ويفهمون أن الناس لديهم حقوق ومسؤوليات. وتمتد هذه الحقوق إلى الجانبين المادي والمعنوي، فكيف نتوقع أفضل ما في الإنسان، إذا لم يُعامَل على أنه إنسان؟

النوع الرابع: كاريزما القائد

يشكل كاريزما القائد نوع من أنواع الكاريزما. هناك اعتقاد سائد بين بعض الأفراد بأن القائد يجب أن يكون تجسيدًا لا مثيل له للصدق والجدارة والجاذبية الجسدية مع الصمت فى الوقت الذى لا يجوز به الكلام. يؤدي هذا الفهم الخاطئ إلى قيام بعض القادة، وكذلك من يتبعونهم، بإخفاء عيوبهم باستمرار بدلاً من معالجتها بشكل مباشر.

سمات كاريزما القائد

 يعد الخوف من فقدان المتابعين الذين قد لا يدركون هذه السمات فيهم يغذي هذا السلوك. وتُنسب هذه الفكرة ظلمًا إلى القادة الكاريزميين. فيما يلي بعض صفات كاريزما القائد:

  • الرؤية المستقبلية: عند السؤال عن الأهداف الأساسية للقائد الحقيقي، فلا شك أن من يمتلك الصفات المطلوبة سيجيب دون تردد، هو من يمتلك رؤية واضحة ويعمل بجد على إظهار هذه الرؤية للآخرين؛ مما يشجع الأفراد على السير في نفس الاتجاه. تعد هذه السمة الأكثر أهمية للقائد الكاريزمي، المعروف أيضًا في الإدارة باسم “الرؤية”. غالباً ما يتبع الأفراد من يمتلك طريقاً واضحاً، والقرارات الناجمة عن هذه الرؤية.
  • اتخاذ القرار المناسب، في الوقت المناسب: إن دور القائد يشبه كثيرًا لاعب الشطرنج، ولكن من المهم الحذر من تقمص دور اللاعب أثناء ممارسته المهام على أرض الواقع. ففي الواقع، كما قال نابليون بونابارت، “توقيت القرار يكونً أحيانا أهم بكثير من القرار نفسه”. هذه الصفة مهمة جدًا ومؤثرة في حضور القائد بين مَن يأمرهم والذين تحت قيادته. في النهاية يتم اتخاذ القرار المناسب في وقته المناسب، بدون السرعة في رد الفعل والحرص على عدم التأثير على سير الأحداث.
  • الشجاعة والقدرة على المواجهة: للإتصاف بهذا النوع من أنواع الكاريزما لابد من توفر بعض الصفات الكاريزمية، وهي القدرة على المواجهة والشجاعة وضرورة التفرقة بينها وبين الشجاعة، لكن التفاوت بين الاثنين شاسع. ولذلك يقول الكاتب إن السمة الثالثة للقائد الكاريزمي ليست مجرد الشجاعة، بل القدرة على المواجهة أيضا، وهو ما يعزز أهميته. غالبًا ما يعتمد الأفراد الذين يفتقرون إلى الشجاعة الحقيقية على الأمل في أن تحل مشكلاتهم بأنفسهم؛ مما يؤدي بهم إلى تأخير مواجهة الموقف المطروح. ولسوء الحظ، فإنهم فشلوا في إدراك الآثار السلبية التي يخلفها هذا المماطلة على سمعتهم بين الآخرين.
  • عدم التردد: إن القول المأثور “ديمقراطية القرار، ودكتاتورية التنفيذ” هو عبارة شائعة تدعو إلى تخصيص وقت كافٍ للتفكير والمناقشة والبحث قبل اتخاذ القرار. ومع ذلك، بمجرد اتخاذ القرار، يجب على القائد ألا يظهر أي تردد، حتى لا يفقد مصداقيته ودعمه بين أتباعه. في الواقع، هذا هو ما يفصل القائد الكاريزمي عن الآخرين، قدرته على البقاء حازمًا في أوقات عدم اليقين. إن امتلاك هذا النوع من الكاريزما سيؤثر بشكل واضح ع تطوير الذات لديك، وذلك بامتلاك هذه الصفات كاريزما القائد.

هذه أهم أربع سمات لنوع كاريزما القائد كنوع من أهم أنواع الكاريزما التي يجب التمتع بها، ولكن الأهم من كل ذلك هو أن القائد يجب أن يكون محباً للتعلم ويدرب فريقه على تنمية قدارتهم ومهاراتهم. فالتعلم من خلال القراءة أو الدورات التعلمية أو الممارسة الفعلية يكون له تأثير كبير على القائد وفريقه ويبني إمكاناتهم الكامنة التي تمكنهم من تحقيق رؤى القيادة.

كيف يمكنك معرفة مستوى الكاريزما الخاصة بك؟

كيف يمكنك معرفة نسبة الكاريزما الخاصة بك

بعد أن استوفينا الحديث فيما يخص أنواع الكاريزما الأربعة والتي هي: النجم، الزعيم، القائد، والمدير. من المهم أن نلاحظ أن بعض الأفراد قد يمتلكون صفات لأكثر من نوع واحدة، أو حتى الأربعة جميعًا. ومع ذلك، فمن النادر أن تجد شخصًا يمتلك درجة متساوية من القوة في جميع الأنواع الأربعة. في الواقع، نادرًا أن تجد شخصًا واحدًا يجسد كل السمات الكاريزمية لهذه الأنواع الأربعة بدرجة مثالية، وهو ما يسمى بالشخص صاحب الكاريزميا المثالية.

فمثلًا يمكن أن نجد شخص يتصف بكاريزما النجم كدرجة أولى، ومع هذا فهو يتمتع ببعض صفات الزعيم، ولكن صفات الزعامة فيه أقل قوة من صفات النجومية. ولمزيد من الإيضاح دعونا نتأمل الشكل التالي:

لنفترض أننا نقوم بتقييم شخص ما، لنتعرف على إذا كان من أصحاب الكاريزما أم لا، وذلك التقييم يكون بناءً على صفات كل نوع من أنواع الكاريزما الأربعة، وبعد معرفة صفات الشخص مع كل نوع منهم؛ نعطي درجة من خمسة:

  • الدرجة الأولى: لا يتصف بدرجة عالية من الجاذبية في هذا النوع.
  • الدرجة الثانية: يتصف بقدر بقدر ضئيل من الكاريزما في هذا النوع.
  • الدرجة الثالثة: يتصف بدرجة متوسطة من الجاذبية في هذا النوع.
  • الدرجة الرابعة: يتصف بقدر عالٍ من الكاريزما في هذا النوع.
  • الدرجة الخامسة: يتصف بأقصى درجة من الجاذبية في هذا النوع.

بناءً على هذه الطريقة في التقييم يمكنك الآن اختبار شخصيتك ومعرفة نسبة الشخصية الكاريزمية التي تتمتع بها، ومعرفة نقاط القوة ونقاط الضعف لتنميتها. عندها من الممكن أن تنظر بطريقة مختلفة لنفسك وتسعى جاهدًا لتطوير الذات لديك، وقد تغير الكثير من اتجاهاتك في الحياة بناءً على هذه النظرية. وأيضًا يمكنك استخدام هذا التحليل على من حولك، خصوصًا إذا كنت في موضع اختيار لتحديد أدوار معينة لبعض الناس.

في النهاية، من الضروري أن نؤكد أن الإنسان قد لا يتمتع بقدر ملحوظ من الكاريزما، فلا تبدو عليه بوضوح صفات الزعيم أو النجم أو المدير أو القائد، ومع ذلك فهو لا يزال “إنسانًا” ناجحًا متميزًا بين الناس. تخلص من التسويف الآن وابدأ بالعمل الجاد على التغيير من الضعف إلى القوة وإكتسب صفة تلو الأخرى من صفات الكاريزما ونوعاً تلو الأخر من أنواع الكاريزما.

الخاتمة

في الختام، لابد من المضي قدمًا بوتيرة مدروسة مع تطوير كاريزما الفرد أو تَبنّي أسلوب يتوافق مع نمط حياته. حدد التقنيات التي لها أهمية كبيرة ولها تأثير إيجابي وتضيف قيمة إلى شخصيتك. يجب أن تمكنك هذه التقنيات من الاستفادة من الفرص المناسبة لك. ومع ممارستك لها؛ ستصبح العملية تدريجيًا أقل تعقيدًا وستصبح في النهاية جزءًا لا يتجزأ من روتينك اليومي. تعرف على أنواع الكاريزما الأساسية؛ لتحديد أي نوع تتمتع به، مع الحرص على تنمية بعض الصفات التي تتصف به الأنواع الأخرى، وذلك لجذب نوع آخر من أنواع الكاريزما إلى شخصيتك وتطوير ذاتك.