إدمان العادة السرية, تلك الجملة التي كثيرً ما نسمعها تتردد على آذننا في كل حين, بل وبشكل يومىّ. ولكن كثيرٌ منا من لا يدرك معنى تلك الجملة أو حتى يدرك المخاطر التي تلتف وتدور حولها وكذلك أضرار إدمان الاستمناء.

تلك العادة تمثل خطرًا كبيراً يطارد شبابنا ورجالنا بل وحتى بناتنا؛ حيث أثبتت الدراسات أن 95% من الشباب مدمنون عليها, و89% من النساء وكذلك 70% من المتزوجين. فهي لا تفرق بين ذكر وأنثى أو رجل وامرأة, حيث أنه يوقف الحياة ويترك صاحبه مشتتًا بين ذاته المتفرقة وأموره التي لا يحسن التصرف فيها, وحتى شعوره الدائم بإنه مطارد من قبل ذنبٍ يفعله وفعل سيء لا يمكنه الإقلاع عنه, حتى يصحو ضميره ويدفعه للبحث عن كيفية التخلص من إدمان العادة السرية ليحصل على حياة أفضل وأكثر استقرارًا, ويحاول بشكل أو بآخر تطوير ذاته.

في هذا المقال سنعرف أكثر عن ما هو الاستمناء وما أهم الأسباب التي قد تدفع الإنسان إليه. سنعرف أيضًا كيفية التخلص من إدمان العادة السرية ومتى يعد الإنسان مدمنًا عليها وما أهم الأعراض التي قد تظهر عليه أثناء الإدمان, وأثر هذا الإدمان على تطورك الذاتي، وأعراض ما بعد ترك العادة السرية.

ما هو إدمان العادة السرية؟

ما هو إدمان العادة السرية

إدمان العادة السرية: هو ذاك النوع من ممارسة العادة السرية الذي يظهر في وقت  متأخر وبعد فترة طويلة من الممارسة بشكل مستمر, وهو يتمثل في الإقبال الشديد على ممارسة العادة السرية بشكل مفرط وعدم القدرة على المقاومة أو منع الفرد نفسه عن ممارستها. باختصار هو أن تصل إلى حد ليس لديك فيه الاختيار للتوقف عن ممارسة الاستمناء بسبب تملُّك العادة لك.

ولكن السؤال الذي يجب أن يتبادر إلى ذهننا الآن هو: هل كل من يمارس العادة السرية يعاني من الإدمان عليها؟ بالطبع لا وإن كان تحديد أهو مدمن أم لا أمرًا صعبًا للغاية؛ فلا يوجد أي دراسات أو وسائل تحليلية طبية يمكنها إثبات ما إذا كان الفرد الممارس لها يعاني من إدمان العادة السرية أم لا. ولكن لا شك أن هناك بعض المعايير والمقاييس البحثية التي قد تثبت بشكل أو بأخر للفرد إن كان يعاني من الإدمان عليها. إليك بعض تلك المعايير:

  1. عدم القدرة على التحكم في النفس والرغبة الجامحة والمستمرة في ممارسة العادة السرية والاستمناء بشكل متكرر.
  2. الإفراط في ممارسة العادة السرية حتى وإن كان الشخص متزوجًا.
  3. يكون ممارسها عرضة للاكتئاب نظرًا لفعله ذنب دنيء.
  4. تعرض طبقة الجلد الموجودة حول العضو الذكري لأنواع الحساسية المختلفة بسبب كثرة تعريض ذلك المكان للاحتكاك بشكل مستمر.
  5. ممارسة العادة السرية بشكل مبالغ فيه قد يصل إلى مرتين أو أكثر خلال اليوم الواحد.

اذا كنت تعاني من واحد أو أكثر من تلك الأعراض عليك تجنب التسويف والإسراع في البحث عن حل لمعالجة الإدمان على العادة السرية لديك.

ما الأسباب والدوافع التي تؤدي إلى إدمان العادة؟

ما أسباب العادة السرية

يقوم إدمان العادة السرية على تحفيز أو دفع الشخص ناحيتها بأكثر من طريقة تتمحور جميعها حول زيادة الرغبة الجنسية لدى الفرد المدمن عليها. وهي سبب إدمان العاده السريه ليس فقط في مرحلة الإدمان, بل وأيضًا لدى الممارس العادي وتدفعه إلى الوصول إلى هذه المرحلة. وتتمثل تلك الطرق أو العوامل في النقاط التالية:

  1. وجود خلل في هرمونات الدماغ: والتي تلعب دورًا هامًا ليس فقط في إدمان العادة السرية بل في جميع صور الإدمان لدى البشر. فحاجة الفرد لهرمونات مثل الدوبامين أو الأندروفين اللذان يسببان الشعور بالنشوة والسعادة لدى البشر شيء ضروري ومهم يمكن أن يدفع الإنسان نحو إدمان العاده السريه التي تحقق ذلك له بشكل فوري.
  2. توفر المواد الإباحية بشكل مفرط: فوجود تلك المواد بكثرة يسبب هياج جنسي للمدمن ويدفعه بشكل مستمر لممارستها بإفراط.
  3. التعرض لمشاكل نفسية: قد تكون من الأهل أو المجتمع أو حتى الأصدقاء تجعل الإنسان في حيرة وضيق وتكون سبب إدمان العادة السرية لديه.
  4. التعامل مع الأجواء الأسرية السيئة: التي بدورها تدفعه ناحية الإنطواء بذاته وعدم معرفته لكيفية التعامل معها ومشاركته أي جانب منها مع أهله الذين من واجبهم أن يكونوا ناصحين وموجهين له.

اقرأ ايضاً: إدمان الموبايل: هل يمكن أن يدمر مستقبلنا؟ وكيف نتعامل معه بذكاء؟

الأعراض والتأثيرات السلبية الناتجة عن إدمان العادة السرية

أعراض وتأثيرات العادة السرية

إن أضرار العادة السرية وأعراضها خطيرة وعديدة, وهي لها القدرة على التأثير على حياة مدمنها إلى حد التوقف. فكم من مدمن عليها لا يمكنه ممارسة حياته بشكل طبيعي مثل كل البشر. وهي تنقسم إلى مخاطر جسدية ومخاطر أخرى نفسية, إليك أهم تلك المخاطر:

1. المخاطر الصحية والجسدية:

يلجأ الشخص الذي يكون مدمنًا على العادة السرية إلى ممارستها ليصل إلى الذروة أو النشوة عن طريقها, وتلك النشوة تأتي من خلال بعض الإفرازات الهرمونية التي تجعل الإنسان في حالة من الراحة والنشوة الجنسية. إليك بعض تلك الهرمونات التي تؤثر فيها ويعد التأثير عليها من أضرار إدمان العادة السرية:

  1. الدوبامين: وهو يعد أهم هرمون في عملية ممارسة العادة السرية, ويعد ناقل عصبي مؤثر في نشاط الجسم ويسبب الإحساس بالراحة والسعادة.
  2. الأندروفين: وهو هرمون مخدر لشعور الألم كما يعالج القلق والتوتر.
  3. الأدرينالأين: هرمون الادرينالين هو محفز يعمل على زيادة ضربات القلب ورفع ضغط الدم وانقباض الأوعية الدموية ويعمل على تقليل الجهد المبذول أثناء العمليات اليومية.
  4. السيروتونين: يؤدي إفراز هرمون السيروتونين لتحسين الحالة المزاجية وزيادة الشعور بالسعادة والرضا.

وغيرها الكثير من الهرمونات والمواد البيوكيميائية التي تؤثر على عقل الإنسان وتؤدي إلى إدمان العادة السرية وتسبب الكثير من الأضرار عند إفرازها بشكل غير منتظم. 

2. المخاطر النفسية والاجتماعية:

تتعدد مخاطر وآثار إدمان العادة السرية, فهي عادة سيئة تؤثر على حياة الإنسان بشكل كلي؛ فلا تترك جانب من جوانبها إلا وتؤثر عليه وتسبب له الضرر. تلك الأضرار قد تكون أضرارًا اجتماعية أو شخصية. فتؤثر على علاقات الفرد الشخصية بالسلب مع أقربائه أو أصدقاءه أو حتى أفراد عائلته. إليك بعض أضرار الإدمان على العادة سرية:

  • الانطوائية: إدمان العادة السرية قد يؤدي إلى تعرض صاحبه إلى الإنطواء فلا يستطيع التواصل مع أهله وأصدقائه.
  • ضعف التركيز: عدم التركيز يعد أيضًا من اضرار وخطورة العادة السرية الشهيرة حيث لا يكون لدى المدمن القدرة على التركيز بشكل جيد.
  • الوهن والخمول: ضعف الآداء اليومي في العمل أو الدراسة بسبب استنفاذ الطاقة بكثرة؛ حيث يتكرر الإستمناء أكثر من مرة في اليوم الواحد.
  • الوحدة: ميل المدمن إلى الوحدة الدائمة لأنها سببًا وجيهًا من أسباب إدمان العادة السرية فيتجنب التعامل مع البشر.
  • ضعف الشخصية: بسبب مواجهة الفرد لنفسه وعدم تقبله الفعل السيء الذي يقوم بفعله.

أثر إدمان العادة السرية على تطوير الذات 

إن تملك العادة السرية لك يمكن أن يكون تحديًا حقيقيًا في تطوير الذات. يتسبب الإدمان في تشتيت الانتباه والتركيز، مما يعيق القدرة على تحقيق النجاح في الحياة الشخصية والمهنية، ومن التأثيرات السلبية على التطور الذاتي:

  • إدمان العادة السرية يمكن أن يكون تحديًا حقيقيًا في تطوير الذات، حيث يؤثر على القدرة على التركيز والتحقيق في النجاح في الحياة الشخصية والمهنية. يمكن أن يشغل الشخص المدمن بشكل مستمر في البحث عن الراحة الفورية، مما يعيق الالتزام والتفاني في تحقيق الأهداف الحقيقية.
  • يمكن أن يؤدي الإدمان على العادة السرية إلى تدهور الصحة العقلية والعاطفية. يشعر الشخص المدمن بالذنب والعار، ويمكن أن ينخفض مستوى الثقة بالنفس والصورة الذاتية. يمكن أن يتطور الإدمان إلى حالات من الاكتئاب والقلق، مما يؤثر سلبًا على تطوير الذات والثقة بالنفس.

يجب أن يتعامل الأفراد مع إدمان العادة السرية بجدية ويبحثوا عن العلاج والدعم المناسبين, للوصول إلى حياة مليئة بالتطور الذاتي يجب عليهم أن يسعوا لتحقيق التوازن في حياتهم والعمل على تحقيق أهدافهم الحقيقية. ينبغي أن يتعلموا كيفية التحكم في رغباتهم وتوجيهها نحو أنشطة إيجابية ومفيدة.

كيفية التخلص من إدمان العادة السرية

كيفية التخلص من ادمان العادة السرية

كيفية التخلص من خطورة العادة السرية يعد أمرًا صعبًا. لأن علاج العادة السرية يعتمد عادةً على مدى التفرغ والمداومة التي قام بها الشخص في ممارستها. على سبيل المثال، المراهقين عادة ما يكونون في مراحل مبكرة من ممارسة هذه العادة، وبالتالي، إذا تجنبوا المواد الإباحية واعتمدوا على الأساليب الحديثة في علاج العادة السرية، يمكنهم التغلب عليها بسرعة نسبية.

أما علاج الآثار الناجمة عن إدمان العادة السرية لدى الرجال، فهو أكثر تعقيدًا بسبب تفرغهم لهذه العادة لفترات طويلة. لذا، يمكن اتباع خطوات عملية حديثة لمعالجتها:

  1. تجنب المواقع والمواد الإباحية: يجب تجنب تصفح المواقع ومشاهدة المواد الإباحية، حيث تهدف هذه المواد إلى إثارة الشهوة وتحفيز ممارسة العادة السرية.
  2. البقاء منشغلًا: تجنب الفراغ، حيث إن الشعور بالوحدة يمكن أن يزيد من رغبة الشخص في ممارسة العادة السرية. حافظ على نفسك منشغلًا بالأنشطة والهوايات الإيجابية.
  3. ممارسة التمارين الرياضية: يساعد ممارسة التمارين الرياضية في الحفاظ على الجسم منشغلاً عن ممارسة العادة السرية، ويمكن أن تساعد في التحكم في الطاقة البدنية والبيولوجية المطلوبة لممارسة هذه العادة.
  4. الصبر والمداومة على العبادات: المداومة على العبادات والأعمال الصالحة تعزز القوة الإرادية وتساعد على مواجهة الرغبات الشهوانية.

هذه بعض الإستراتيجيات التي يمكن الاعتماد عليها في مساعدة الأفراد على التغلب على خطورة العادة السرية. تذكر أن الصبر والعزيمة أمور مهمة في هذه العملية ويمكن أن يكون الدعم النفسي والاجتماعي مفيد أيضًا.

اقرأ ايضاً: علاج العادة السرية: 6 خطوات فعالة للتغلب على العادة والعودة للقوة

علاج إدمان العادة السرية عند النساء

علاج إدمان العادة السرية عند النساء يتطلب عملًا متخصصًا فيجب أن نأخذ في اعتبارنا العوامل النفسية والاجتماعية التي تؤثر على هذا السلوك. فيجب على النساء المدمنات على العادة السرية شيئان:

أولًا، يجب عليهم التعرف على أسباب ودوافع الإدمان.

وثانيًا, التفكير في كيفية التعامل معها. إليكِ أهم الخطوات التي يجب على الأنثى إتباعها:

  • البحث عن دعم نفسي من محترفي الصحة النفسية لمساعدة الفرد على فهم المشكلة وتطوير استراتيجيات للتغلب على الإدمان.
  • الاعتماد على الدعم الاجتماعي من الأصدقاء والمجتمع للتحفيز والدعم.
  • تطوير هوايات وأنشطة إيجابية مثل القراءة لملئ وقت الفرد وتعزيز الصحة العامة.
  • التركيز على تعزيز الصحة الجنسية الإيجابية والتعبير عن الجوانب الإيجابية للعلاقات الجنسية الصحية للتحسين.

الخاتمة

إحذر من إدمان العادة السرية؛ فهي تسيطر على الإنسان وتسوقه نحو الهاوية والقاع المظلم من المجتمع. كن على يقين أن المتعة اللحظية التي يجلبها لا تساوي شيئًا بجانب أضرار الإدمان عليه. فلا تفضّل أن تستمتع بشعور لحظي من السعادة والنشوة في مقابل فقدان ذاتك وحياتك وعلاقاتك الشخصية. واحرص على مراجعة نفسك ومراجعة عباداتك ولا تستهين به؛ فإن إدمانها قضية خطيرة يعاني منها شباب مجتمعنا.