تعرف على 7 أسباب الشخصية الضعيفة والعوامل التي أثرت في بنائها

ترجع أسباب الشخصية الضعيفة إلى عوامل اجتماعية متعلقة بالأهل أو البيئة المحيطة، وعوامل نفسية متمثلة في كثرة التجارب الفاشلة وتَلَقّي النقد السلبي من الآخرين. إن هذه الأسباب والعوامل تُنتِج سلوكيات في الإنسان تجعله ضعيفاً، مستسلم، خاضِع، لا يقدر على تحمل المسؤولية.

لكي يطور المرء من ذاتة لابد له من معالجة اضطراب ضعف الشخصية، حتى يصبح الفرد قوى الشخصية يمتلك الثقة بالنفس، لديه القدرة على اتخاذ القرارات، ولكي يُعالج صاحب الشخصية الضعيفة من هذا الضعف يجب عليه معرفة العوامل المسببة لذلك والعمل على معالجتها

في هذا المقال سنتناول تفصيلاً دقيقاً عن أهم أسباب الشخصية الضعيفة، ولماذا يسبب فقدان الثقة بالنفس الاكتئاب، كما سنتطرق إلى معرفة العلاقة بين ضعف الشخصية وعدم الثقة بالنفس، انتهاءً بذكر خطوات علاج الشخصية الضعيفة وتقويتها.

ما هي أسباب الشخصية الضعيفة؟

تعد أسباب الشخصية الضعيفة العوامل الداخلية والخارجية المحيطة بالفرد التي تترك أثر سلبي في أفكاره وميوله ودوافعه، كما أنها تؤثر في طريقة سلوكه وتصرفاته مع المحيطين به. وتتمثل في: 

أسلوب التربية الخاطئ الذي يتبعه الوالدان

يؤثر أسلوب التربية في بناء الشخصية وتكوين سلوك الفرد واتجاهاته، ولاشك في أن أسلوب التربية الصارم والقاسي يخلق إنساناً مليئ بأسباب الشخصية الضعيفة، فالسيطرة الأبوية والتحكم في كافة تفاصيل حياة الإبن، وأيضًا استخدام العقوبات القاسية والضرب إذا تخلف الابن عن سماع أوامرهم والاستهزاء بأفكاره وآرائه وانتقاده دائمًا، بالإضافة إلى اتّخاذ قراراته بدلاً عنه يقينًا بأنهم أكثر معرفةً بالصالح له. كل هذا يؤثر في خلق وتكوين بعض الصفات والأفكار السلبية التي تجعل من الإنسان ضعيف الشخصية؛ مما يؤثر في عدم اتخاذ قراره بنفسه واحتقاره لذاته والتقليل من شأنه.

التأثر بالبيئة التي نشأ فيها الفرد

إن البيئة التي نشأ فيها الفرد تعد واحدة من أهم أسباب الشخصية الضعيفة؛ فالبيئة تؤثر فى الشخصية الضعيفة سلبًا وإيجابًا فسواء كانت هذه البيئة من الأهل، المدرسة، الأصدقاء كذلك بيئة العمل، تؤثر في اكتساب المرء الكثير من صفات الشخصية وتكوين فكره الشخصي. فإذا اِنْتُقدَ بشكل سلبي من المحيطين به وتكَوَّن في ذهنه أفكارًا سلبية عنه أثرت في معاناته من مشاكل ضعف الشخصية وعدم الثقة بالنفس واستسلامه لهذا الضعف.

التعرض للاستهزاء من قبل الآخرين

التعرض للسخرية والاستهانة من قبل الآخرين، فعل يؤدى إلى تدمير شخصية الفرد وظهور أسباب الشخصية الضعيفة. فإذا تعرض الشخص إلى الاستهزاء والسخرية بسبب اختلافه سواء في شكله، طريقته، أسلوبه في التحدث أو عيب جسدي به؛ فهذا يؤثر فيه ويتسبب في ضعف الشخصية وعدم الثقة بالنفس لديه، ويجعل منه شخص يتجنب التواصل مع الآخرين ويفضل العزلة. كما يُصَنَّف ضعف الشخصية على أنه من حالات الاضطراب النفسي التي تتصف بها الشخصية الضعيفة بأنها تفقد القدرة على التعامل مع الآخرين وتواجه مشكلة في فهم الذات.

التقليل من احترام الذات

إن سبب عدم الثقة بالنفس بالنسبة لضعيف الشخصية هو أنه يشعر بداخله بإحتقار ذاته وفقد الثقة بنفسه، كما أنه يقلل من شأنه ويشعر أن لا قيمة ولا فائدة له، أنه يشعر دائما بالفشل ويقلل من أي تقدم يحرزه، ويعتقد دائماً أن الآخرين أفضل منه.

الخوف من الإقدام

يؤثر الخوف في تكوين فرد ضعيف الشخصية. فمن أسباب الشخصية الضعيفة الخوف الشديد من التقدم عن الإقبال أو التسويف في تجربة ما هو جديد والخوف من التغيير متيقناً أنه لن يكون قادرًا على تغيير حياته نحو الأفضل وتطوير ذاته.

المقارنة بالآخرين

إن المقارنة مع الآخرين وتقليدهم تقليداً أعمى، وعدم الاهتمام بالفروق والاختلافات بين الأشخاص، وأن لكل شخص قدرات وميول وأهداف. كل هذه العوامل تسبب للفرد ظهور أسباب الشخصية الضعيفة وعدم الثقة بالنفس، وأن يكون غير قادر على المضي قدمًا نحو تحقيق ما يريده؛ مما يجعله يشعر بالدونية والإحباط وتزعزع ثقته بنفسه.

التفكير في السلبيات

التفكير السلبي الدائم وانتقاء الأخطاء والسلبيات التي يقع بها ضعيف الشخصية والتركيز عليها؛ ينتج عنها شخصية ضعيفة دائمة الفشل وقليلة فى تطوير الذات، فالتركيز على كل الأخطاء السابقة ولوم النفس عليها؛ يسبب بشكل أساسي في ضعف الشخصية.

أكثر الأسئلة شيوعا فيما يخص أسباب الشخصية الضعيفة

تكثر الأسئلة والإستفسارات حول أسباب الشخصية الضعيفة وتأثيرها على الفرد بإنعدم الثقة بالنفس لديه، و أثر ذلك على التعرض للإصابة بالاكتئاب، لذا سيتم الإجابة عن أهم وأكثر الأسئلة شيوعا التي تخص ضعف الشخصية:

هل ضعف الشخصية مرض نفسي؟

المرض النفسي: هو اضطراب يندرج ضمن مشكلات الصحة العقلية يسبب وجود خلل في مشاعر المرء وأسلوب تفكيره وسلوكه مع الآخرين؛ مما يجعله يؤثر في حياته الاجتماعية والعملية. 

تندرج المشاكل الشخصية التي تواجه الأفراد تحت فئات الأمراض العقلية في فئة اضطرابات الشخصية وهي عدم الاستقرار في الانفعالات والسلوكيات السلبية.

هل يسبب فقدان الثقة بالنفس الاكتئاب؟

يرتبط سبب عدم الثقة بالنفس وضعف الشخصية بالاكتئاب وظهور أسباب الشخصية الضعيفة، وهو اضطراب نفسي يتَّصف بكثرة التقلبات المزاجية والانفعالات التي تحدث لدى الفرد وتؤثر في إقباله على التقدم وتطوير ذاته. فعندما يتعرض الشخص للكثير من العوامل التي تضعف شخصيته وتجعله شخصاً غير قادر على مواجهة الصعوبات والمشاكل، متجنب التعامل مع الآخرين، كارهًا لذاته ويحتقر نفسه، لا يشعر بالإنجاز بحياته، يقلق كثيرًا ويخاف أكثر حيال كل ما هو جديد. هذا يدل على وجود العديد من المسببات للشخصية الضعيفة كل هذا يجعل هذه الشخصية أكثر عرضة للاكتئاب، الذي يؤدى إلي زيادة الإنفعالات والحزن والقلق، الإصابة بالإحباط والفشل، إهمال المهام اليومية، فقدان الطاقة والإحساس الدائم بصعوبة في إنجاز أبسط المهام.     

ما العلاقة بين عدم الثقة بالنفس وضعف الشخصية؟

 تنبع الثقة بالنفس وتقديرها من داخل الفرد، فالشخص الإيجابي يملك ثقة قوية بنفسه ويعرف قدراته ويقدر ذاته، أما الشخص السلبي الضعيف يفقد الثقة بنفسه ويحتقرها ويقلل من شأنه، ويشعر أن لا قيمة ولا فائدة له، ويمتلك الأحساس دائما بالفشل وأن الآخرين أفضل منه.

إن ضعف الشخصية وعدم الثقة بالنفس يسلكان طريقا واحدا في تكوين شخصية عاجزة عن تطوير ذاتها، تتشابه أسباب انعدام الثقة بالنفس كثيرا بأسباب الشخصية الضعيفة، فالشخص الفاقد الثقة بنفسه مرّ بالكثير من العوامل التي أثرت به وجعلته شخصاً يقلل من قيمة ذاته، ويجد صعوبة في إدارة المواقف المختلفة التي يواجهها في الحياة. والشخص الضعيف مر بنفس العوامل التي أثرت في انفعالاته وسلوكياته ومعاملته مع الآخرين.  

طرق علاج الشخصية الضعيفة وتقويتها؟ 

لمعالجة أسباب الشخصية الضعيفة يجب أن يبدأ العلاج من إرادة الشخص نفسه أولاً، وقدرته على التغيير لتقوية شخصيته، ثم يبدأ بتطوير ذاته واكتساب هذه الصفات فيقوم ب: 

• معرفة المهارات الشخصية التي يتميز بها ويبدأ بتطويرها.
• عدم الخوف من الفشل والتحفيز لتجربة كل ما هو جديد حتى إذا فشل به. 
• تعلُّم مهارات وأنشطة جديدة لتطوير الذات.
• إحاطة نفسه بالأشخاص القادرين على دعمه وتشجيعه والابتعاد عن الأشخاص السلبيين. 
• التركيز على تحقيق الإنجازات بدلاً من التركيز مع الآخرين والمقارنة بهم.
• تعلم مهارات التواصل مع الآخرين.
• التفكير في الأشياء الإيجابية وعدم التفكير في السلبيات.
• تقدير الذات وعدم التقليل من شأنها.
• اكتساب مجموعة من العادات الإيجابية.

الخاتمة 

إن أسباب الشخصية الضعيفة أثرت في بناء السلوكيات والسمات السلبية بها؛ مما جعل من صاحب الشخصية الضعيفة شخصية متخاذلة، مستسلمة وغير قادر على التعامل مع الآخرين. لذلك من المهم على المرء العمل علي تغيير شخصيته؛ ليكون إنسان قوي الشخصية أو كما يطلق عليه البعض الشخص الكاريزما، يقدر على مواجهة المواقف الحياتية المختلفة، ويعتمد على ذاته في إتخاذ القرارات، ويتحمل مسؤولية المواقف التي يواجهها.