كم من المرات التي شعرت بها أن الطرف الآخر بقي صامتاً، وحاولت فيها إيصال وجهة نظرك لكن دون جدوى؛ لأنه غير مقتنع بما تقوله لافتقادك إلى مهارات الإقناع الضرورية للتأثير على الآخرين في حياتك.
تؤثر قدرة التأثير على الآخرين وإقناعهم على جميع جوانب حياتك الشخصية، العملية والاجتماعية، لذلك تعد هذه المهارات ضمن أهم المهارات التي ستساعدك لتخطي العقبات، بلوغ أهدافك و تطوير الذات بفهم أوسع للحصول على انتباه الناس وكسب ثقتهم دون الحاجة إلى ممارسة الضغوطات و الترغيبات المادية والمعنوية.
في هذا المقال، سوف نحدثك عن ماهي مهارات الإقناع والتفاوض، عناصر الإقناع، كيف تستخدمها، كيف تعمل على تطويرها و ماهي الأخطاء التي يجب عليك تجنبها لتحسين مهاراتك وتطوير ذاتك.
تتعدد استخدامات مهارات الإقناع في مجالات الحياة المختلفة، فهي لم تعد مجرد فن بل أصبح علم شامل ومتكامل يساعدك في التأثير على الآخرين وإقناعهم بوجهة نظرك.
يمكننا التعبير عن ماهي مهارات الإقناع التي يتمتع بها الشخص المقنع على أنها القدرة على التأثير على الآخرين وإقناعهم بالقيام بالأمور التي تريدهم أن يفعلوها دون استخدام الإكراه أو الإزعاج.
يتضمن الإقناع استخدام مجموعة من التقنيات والمهارات لجعل الآخرين يتقبلون ويفهمون الرأي أو الفكرة من خلال تغيير اتجاههم باستثمار العقل وتطبيق المعرفة والمنطق.
يتعدى مفهومها أيضاً إلى كونها مهارة حياتية، بجانب أنه يمكنك استخدامها كل يوم في إقناع أطفالك، زملائك أو عملائك الذين تتعامل معهم أثناء قيامك بالتسويق وبيع المنتجات، كما أصبحت هذه المهارة شيئاً اساسياً اليوم للشركات والقادة الذين يمتلكون كاريزما قيادية تمكنهم من إقناع الآخرين بأفكارهم ومخططاتهم.
يمكن لهذه المهارة التأثير على الجميع بدفعهم للتطوير من ذواتهم والتحسين من مستواهم عن طريق صقل هذه المهارة لدورها البارز في عصرنا الحالي.
هناك علاقة وثيقة بين مهارات الإقناع والتفاوض حيث أن التفاوض قد تتمكن فيه من استخدام الإقناع أثناء حوارك مع الطرف الآخر فهي مهارة متخصصة ضمن نطاق أوسع من الإقناع.
على الرغم من أن التفاوض يمكنك من استخدام مهارات فن الإقناع إلا أن هناك فرقاً بسيطاً بينهما يمكن أن نلاحظه وهو أن الإقناع مسعى من جانب واحد وإحدى أدوات القيادة الفعالة، ينظر إليها على أنها مهارة مكتسبة لإبرام صفقة أو اتفاق حيث يحاول أحد الأطراف التأثير على الطرف الآخر للموافقة على شروطه، بينما التفاوض يتضمن الأخذ والعطاء من جميع الأطراف المعنية وعلى الرغم من أنه يمكنك استخدام فن الإقناع ضمن مميزاته لكن ليس بالضرورة اقتناع الطرف الآخر بأن فكرتك هي الأفضل وبدلاً من ذلك فإنها تهدف إلى حل وسيط يلبي كل احتياجات الطرفين حيثما أمكن.
لذلك عليك إدراك الفرق ومحاولة تعلم ماهي مهارات الإقناع والتفاوض وإدراك العلاقة التي تجمع هاتان المهارتان التي ستطور من شخصيتك وعقليتك مما ينمي من تفكيرك في حياتك الشخصية والعملية.
هناك مجموعة واسعة من المهارات والسلوكيات التي تتضمنها مهارات الإقناع والتأثير التي يجب أن تتعلمها وتحاول اكتسابها وتطويرها مع الوقت للوصول إلى أعلى درجات الإقناع ومن هذه المهارات:
بهذه الأفعال ستخلق جواً تكون فيه محبوباً يؤدي إلى حدوث الإقناع المطلوب.
هذا ما تضمه مهارات الإقناع والتأثير على الآخرين من مهارات أساسية في التواصل مع الآخرين وكسب ثقتهم، لكنها تحتاج إلى تدريب وتطوير مع قليل من الجهد والعمل ستتمكن من إتقان هذه المهارات.
قد يمكنك فهم وإدراك ماهي مهارات الإقناع من تعزيز عناصر الإقناع لديك، مما يساعدك على فهم الأحداث وكيف يمكنك التحكم بمجرى الحوار, تتضمن عناصر الإقناع ثلاثة عناصر مهمة:
هذه هي عناصر الإقناع والضوابط التي يجب عليك إتباعها بإدراك وفهم الدور الذي تقوم به والذي تمثله أثناء القيام بعملية الإقناع.
هناك العديد من الاستراتيجيات للإقناع التي يمكنك تعلمها لكي تستطيع استخدام هذه المهارات، إنها ليست من المهارات المعقدة التي يصعب استخدامها إنها فقط تحتاج إلى قليل من التدريب مع بعض الجهد، لكن هناك بعض الخطوات والحيل التي يمكنك اتباعها للنجاح فيها:
تعلم مهارات التواصل من أهم الأساليب والاستراتيجيات التي عليك اتباعها عند محاولة إقناع الطرف الآخر ويتم ذلك عن طريق التركيز على بعض النقاط المهمة منها:
حافظ على موقفك ولا تتخلى عنه، اظهر ثقتك بنفسك وبصحة كلامك أمام الناس، عند محاولة إقناع الناس تحدث بطريق ملؤها الثقة في نفسك وقدراتك حاول إظهار كاريزمتك الشخصية التي يمكنك التأثير بها عليهم، أظهر قدرتك على الإقناع والتفاوض من خلال شخصيتك وثقتك بنفسك. حيث أن الناس يأخذون النصيحة ممن هم أكثر ثقة ودائماً اختر ما هو صحيح بالنسبة لك.
تستطيع أن تتبع هذه التقنية بواسطة التركيز جيداً في الشخص الذي أمامك بملاحظة حركاته والتركيز على ما يقول، يمكن تقليد هذه الحركات بعد عدة لحظات من قيامه بها مع الحرص على فعل ذلك بطريقة عفوية لا يلاحظها، لكن لا تبالغ فيها ولا تقلد التصرفات السلبية مثل نظر أحدهم إلى ساعته أو إلى هاتفه عند شعوره بالملل.
معرفة التفاصيل عن من نخاطبهم ومعرفة ما يحبونه ويكرهونه يجعلك على دراية أكثر بما تريد قوله، فهم طريقة الأشخاص الذين تحاول إقناعهم هو سلاح ضروري حتى تستطيع التأثير به عليهم بذلك يمكنك أن تستهدف ما يحبونه لإقناعهم بفكرتك فتجعلهم يتبنون فكرتك ويتأثرون بها لأنهم يؤيدون ذلك فعلاً.
لذلك في عصرنا الحديث تعلم استخدام هذه المهارات ضرورة لا غنى عنها، بهذه النصائح والطرق العملية يمكنك التطوير من مهارات الإقناع والتأثير على الآخرين بأفكارك.
حتى تستطيع مواكبة العصر والزمن الذي تمر به عليك التطوير من نفسك وذاتك بتطوير مهارات الإقناع لديك للتأثير على الأشخاص الذين تتغير أفكارهم بتغيير ثقافتهم وفكرهم، هناك بعض الخطوات التي عليك اتباعها لتطوير مهاراتك حتى تصبح أكثر إقناعاً:
اتباع هذه النصائح يضمن لك تطوير مهارات الإقناع والتأثير على الآخرين، رفع مصداقيتك، كسب ثقتهم وجذب انتباههم للموضوع.
قد يفشل البعض في القيام بعملية الإقناع؛ لأنهم لا يدركون ماهي مهارات الإقناع والتأثير على الآخرين، لا يعلمون أنها فن و مهارة يجب تعلمها والتدرب عليها. قد يولد بعض الناس وهم يتقنون هذه المهارة بالفطرة وهناك من يحتاج إلى التدرب عليها وتجنب أخطائها. سوف نوضح الأخطاء التي يمكن أن تقع فيها، وسنقوم بتقديم الحلول التي ستحتاجها:
أساليب الترهيب والتخويف غير مقنعة وغير فعالة لجذب إنتباه الناس وإقناعهم، عند فرض قوتك عليهم سيفعلون ما تتطلبه لكن لفترة قصيرة خلال وجودك حولهم لكن سرعان ما سيعود كل شئ وتنعدم الإنتاجية نظراً لانعدام الحافز الشخصي، لكن يمكن تجنب هذا الخطأ عن طريق اختيار طريقة تواصل مناسبة مع الناس، بجانب استخدام طرق إقناع فعالة في علم النفس وجعلهم يحبون ما تقترحه عليهم.
لا أحد يستطيع إنكار الدور الذي يلعبه الحماس والشغف وأهميتهم في تحقيق الأهداف وتحسين مهارات الإقناع والتأثير على الآخرين، لكن الإفراط المبالغ فيه سيأتي بنتائج عكسية حتماً مما قد يجعلك تشعر بشيء من الرضا الزائف، لتجنب هذا الخطأ عليك أن تثق بنفسك وقدراتك، نظم تفكيرك وحافظ على هدوئك أثناء محاولة إقناع أحدهم.
هو أسلوب خاطئ تماماً يعتمد على تذكير الآخرين باستمرار حول ضرورة القيام بأمر معين سيدفعهم في نهاية الأمر للقيام بما تطلبه منهم لكي يتخلصوا من مصدر إزعاج لهم وذلك أبعد ما يكون عن مهارات الإقناع، لتجنب هذا الخطأ عليك أن تقنع الناس عن طريق فهم شخصياتهم وإدراك ما يحبونه وما يكرهونه، وأن تتبع خطة محددة في إقناعهم أن تطلبهم منهم ما تريده منهم في فترة محددة وتنتظر حتى إنقضاء المهلة وتنتظر النتائج بدل الإلحاح حتى تحصل على ماتريد.
تعد هذه الطريقة من أسوأ الأساليب التي قد تعود عليك بنتائج عكسية، وهي أنك لم تتمكن من ترك فرصة للشخص الآخر بالتحدث إليك ولم تحاول الإنصات إليه، لتجنب الوقوع في هذا الخطأ عليك إدراك أهمية مهارات التواصل والاستماع للشخص الآخر عندما يريد أن يتحدث والإنصات إليه وأن تعييد عليه ما قاله حتى يدرك أنك كنت تستمع إليه فينصت إليك وأنت تتحدث.
قد يقودك إساءة فهم للطرف الآخر إلى مشكلة كبيرة قد تقودك في النهاية إلي الفهم الخاطئ للفكرة التي تقدمها مما يؤدي إلى عدم الاقتناع بالكلام الذي تقوله، قد تقدم له معلومة قد يفهمها بطريقة مغلوطة مما يسبب لك خسائر فادحة، لتجنب الوقوع في هذا الخطأ عليك بتقديم معلومة على قدر عالي من المصداقية مرتبطة بدلائل وحقائق بطريقة يستطيع فهمها وتقبلها.
هذه هي الأخطاء التي يجب عليك تجنبها وتطبيق الحلول التي قدمناها لك لتطوير مهارات الإقناع الخاصة بك، لكسب ثقة الناس وجذب انتباههم.
ختاماً، يمكننا القول أن مهارات الإقناع مهمة في التأثير على الآخرين وتنفيذ الأفكار، لها دور في مجالات الحياة المختلفة، هي من أساسيات تطوير الذات والنجاح على المستوى المهني والشخصي.
تطرقنا في هذا المقال إلى توضيح ماهي مهارات الإقناع والتأثير، العناصر المتحكمة بها، الفرق بين الإقناع والتفاوض وكيف يمكنك الاستفادة منها، كما أننا قمنا بتوضيح الأخطاء التي يجب عليك تجنبها والحلول التي ستفيدك في تطويرها لجذب إنتباه الناس والحفاظ على ثقتهم.
هل يسيطر عليك التفكير الزائد؟ اكتشف أبرز أعراض التفكير الزائد الخفية وتأثيرها السلبي على حياتك…
تعرف على أفضل طرق علاج التفكير الزائد والوسواس، وكيفية تطوير ذاتك لتحسين جودة حياتك والحد…
طريقك لتحقيق النجاح الذي تريده هو تبنَّي عادات إيجابية. تعريف العادات الإيجابية، وأهميتها في تحقيق…
هل ترغب في البدء برحلة التعرف على أسرار صفات الشخصية القيادية؟ بإمكانك أن تكتشف جميع…
هل تواجه صعوبة في التخلص من التفكير السلبي؟ تعرف على أفضل طريقة للتخلص من الأفكار…
هل ترغب في تحسين جودة حياتك وتعزيز صحتك البدنية؟ هل ترغب في أن تكون صاحب…