الليل هو الوقت الذي يستريح فيه الجسم بعد يوم شاق طويل لاستعادة الطاقة وتعويض العناصر المفقودة في الجسم، ولكن لسبب معين أو عادةً قد نجد أنفسنا غالبًا لا نحصل على قسط كاف من النوم في الليل ويرجع هذا إلى ممارسة عادة السهر لأوقات متأخرة من الليل.
ترجع أهمية التخلص من عادة السهر في الليل إلى الآثار السلبية التي تتركها هذه العادة على مسار حياة الشخص من حيث الجانب المهني والشخصي والدراسي وحتى التطوري؛ لذا ينصح بشكل كبير علاج السهر والبدء في روتين من النوم الصحي.
سنعرض لكم في هذا المقال مفهوم السهر بالصورة الصحيحة، وسنتناول آثاره الضارة على الصحة وتطوير الذات، بالإضافة إلى الأعراض التي قد تظهر نتيجة لقلة النوم. كما سنسلط الضوء على كيفية التغلب على أضرار السهر التي يجد بعض الأفراد صعوبة في التخلص منها، باتباع بعض النصائح الفعّالة التي قد تفيدك.
يندرج مفهوم السهر تحت كونه عادة سيئة للبقاء مستيقظاً خلال ساعات متأخرة من الليل، وهو نظام غير صحي يتَّبعْه العديد من الأشخاص؛ يمكن أن يؤدي هذا السلوك إلى حدوث خلل في إيقاع الساعة البيولوجية، التي تلعب دورًا هامًا في تنظيم الوظائف البيولوجية للجسم، حيث يتضمن فترات اليقظة أثناء النهار والنوم ليلاً، وأي اضطراب فيه يمكن أن يؤدي إلى تشويش في إنتاج هرمون الميلاتونين، وهذا الهرمون مسؤول عن تنظيم النوم والعمليات الحيوية التي تتم داخل الجسم أثناء النوم، ويتأثر بشكل كبير بضوء النهار.
يمثل الاكتئاب أحد الأسباب الرئيسية للبقاء مستيقظًا في وقت متأخر. وقد أثبتت دراسة إحصائية حول النوم المتأخر تقول أن أكثر من نصف سكان العالم يعانون من الاكتئاب؛ وهذا يؤدي إلى اضطرابات في النوم ويزيد من أضرار السهر فيؤثر ذلك وبشكل ملحوظ على كلٍ من مدة النوم وجودته.
يواجه العديد من الأشخاص الذين يعانون من ملازمتهم الأفكار السلبية والاكتئاب مشاكل في تعرضهم لأعراض الأرق المزمن واستمراره لفترة معينة دون أي علاج. ويظهر الأثر السلبي لهذا الاضطراب في تأثيره على تطوير الذات وممارسة الأنشطة اليومية, حيث يشعر هؤلاء الأشخاص بالنعاس الشديد والدائم، بالإضافة إلى الإرهاق والتعب على مدار اليوم. ومن هنا يمكن توضيح أن واحدة من الأعراض الشائعة للاكتئاب هي البقاء مستيقظًا في وقت متأخر والسهر الدائم في منتصف الليل.
البقاء مستيقظًا في وقت متأخر أمر غير مريح خاصةً إذا كان مصحوبًا بآلام أو تعب أو شعور بالإجهاد في الجسم؛ يؤدي ذلك أيضًا إلى عدم الراحة في الجسم والعقل؛ مما يعيق القدرة على النوم بجودة عالية. فبعض الأشخاص يجدون صعوبة في النوم خاصة الذين يعانون من آلام مزمنة.
سبب آخر لممارسة عادة السهر والبقاء مستيقظًا في وقت متأخر, هو استهلاك كميات كبيرة من الكافيين قبل فترة قصيرة من موعد النوم, وهو أحد أخطر أسباب السهر. نعلم جميعًا أن الكافيين هو رفيقنا الأفضل خلال اليوم. سواء كنا نعمل أو نقرأ كتابًا أو نتسلى ونتحدث مع الأصدقاء. لكن يغفل الكثير منا بسهولة عن كمية الكافيين التي يتناولونها يوميًا، مع عدم إدراكهم الأثر السلبي لهذه المواد في تثبيط الشعور بالحاجة للنوم على الرغم من وجودها.
يواجه الكثيرون الذين يدخنون صعوبة في التخلص من أضرار السهر بمعدل أكبر من الآخرين. إذ تعمل مادة النيكوتين على دفع النوم بعيدًا؛ وبالتالي يمكن أن يواجه الكثيرون الذين يحاولون الانسحاب من التدخين صعوبة أكبر في النوم بسبب تأثيرات الإدمان. لكن يمكن استبدال هذه العادة بعادة أخرى إيجابية وهي ممارسة عادة كتابة اليوميات كطريقة للإنشغال وتصفية الذهن قبل النوم.
قد لا يلاحظ العديد من الأشخاص أنهم يعانون من الأرق وعدم إدراكهم لذلك يعني عدم تلقي أي علاج يجعل المرض أكثر تعقيدًا وشدة يومًا بعد يوم فتقل احتمالية القدرة على علاجه. بشكل عام، الأرق هو أحد اضطرابات النوم الشائعة التي تعيق ممارسة النوم الصحي والإكمال في طريق تطوير الذات الشخصية. يجد الأشخاص الذين يعانون من الأرق صعوبة في النوم أو البقاء في حالة من السكون، وهذه إحدى أكبر أضرار السهر النفسية وأكثرها صعوبة في العلاج والتخلص منها.
تؤكد العلوم أن إدمان الموبايل والنوم ليستا تركيبة جيدة فهي أحد أسباب السهر الأكثر انتشارًا. ومن هنا يمكن الإشارة إلى أن التكنولوجيا تؤثر على الحفاظ على يقظة مستخدمي هذه الإلكترونيات ودوامهم على النوم التأخر بشكل مفرط. وتشير الدراسات إلى كيفية أن الضوء الأزرق الاصطناعي الصادر من الهواتف الذكية والأجهزة الإلكترونية ينشط خلايا الدماغ؛ وبالتالي، تعيق هذه المواد الكيميائية قدرة الجسم على إنتاج هرمون الميلاتونين وبالتالي التعرض لمشكلة قلة النوم. ويمكن استبدال هذه العادة بعادة القراءة بالالتفات إلى اختيار أنواع الكتب المرحة أو الروايات للمساعدة على النوم والحصول على قدر كافٍ من النوم الصحي.
تعد عملية التخطيط ووجود جدول زمني ثابت أمر مهم؛ فالنوم جزء أساسي من اليوم، حيث يعتاد عقلك اللاواعي وجسدك على الحصول على الكمية الكافية والمحددة من القدر المحدد للنوم الصحي.
إن الكيفية التي تتبعها لاستعدادك للنوم يمكن أن تحدد مدى سهولة الحصول على نوم ذو جودة عالية. استخدم بعض هذه النصائح في وضعك في حالة راحة، وجعل النوم أسهل والتخلص من عادة السهر بصورة نهائية.
ليست فقط عادات النوم التي تلعب دورًا في الحصول على نوم عالي الجودة، ولكن دمج الروتينات الإيجابية خلال اليوم يمكن أن يدعم الإيقاع الدوري لجسمك ويحدّ من اضطرابات النوم.
جزء أساسي من صحة النوم بعيدًا عن العادات هو بيئة النوم الخاصة بك. للنوم بشكل أسهل، فيجب أن تنبعث منها الهدوء وتنعدم منها الإضاءة. قد تساعد هذه النصائح في جعلها هادئة وخالية من التشويش.
إنه باكتساب عادة النوم الصحي يعمل ذلك أولاً على علاج السهر، وبالتالي يتم علاج مشكلة قلة النوم؛ فيتم تجديد الطاقة داخل الجسم والقضاء على مشكلة الاستيقاظ دون الرغبة في النهوض واستكمال النوم؛ لذلك فإن الاستيقاظ بعد نوم جيد له تأثير إيجابي على مزاج الفرد. لذا من الضروري الإشارة إلى أهمية النوم باكرًا والاستيقاظ باركرًا.
خلال النوم يكون معدل ضربات القلب أقل من معدله على مدار فترة الاستيقاظ، ونتيجة على ذلك ينخفض ضغط الدم. وهذا يعني أنه خلال النوم يمكن للقلب والجهاز الوعائي الدموي أن يستريحان. ومع ذلك، يعد قلة النوم عامل خطر لحدوث مشاكل قلبية غير مرغوب فيها. حيث يؤدي نقص النوم إلى ارتفاع ضغط الدم لفترة طويلة؛ مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة القلبية وفشل القلب. وهذه إحدى أكبر الأسباب التي قد تدفع أي شخص للمباشرة في علاج السهر واكتساب عادة النوم الصحي.
كما ذكرنا أنه من العوامل المساعدة على النوم هي التخطيط وإنشاء جدولة للنوم؛ فهذا يمكن أن يساعد الفرد على اكتساب عادة التخطيط في باقي جوانب حياته مثلا الدراسية منها؛ فيؤثر ذلك على الصعود بالمستوى الدراسي لديك. كما أن إنشاء عادات إيجابية قبل النوم مثل القراءة والكتابة وتمارين الراحة يمكن أن يساعدك على تكوين عادات ثابتة وأكثر تطورًا على مدار اليوم بالانفتاح على فوائد القراءة والاطلاع وغيرها من الأمور التي من شأنها التأثير على جانب تطوير الذات والشخصية لديك؛ لذا من الضروري عدم إهمال هذا الجانب.
الحصول على نومٍ كافٍ يمكن أن يساعد في تقليل معدل الشعور بالتوتر خلال اليوم وامتلاك قدرة حل المشاكل دون انفعال. عندما يستيقظ الأشخاص منتعشين؛ يتجنبون المشاكل التي تأتي مع الوظائف أثناء فترات نقص النوم، مثل الأداء الضعيف، صعوبة التفكير بوضوح ونقص الطاقة.
النوم هو عنصر رئيسي في استعادة اللياقة البدنية، ويزداد إنتاج الجسم لهرمونات النمو أثناء النوم وتحويل العناصر الغذائية خاصةً البروتينات إلى عضلات. هذه الهرمونات ضرورية لإصلاح التالف من الأنسجة وربما تسهم في نمو العضلات. يحتاج معظم الرياضيين إلى ثمانِ ساعات من النوم كل ليلة لاستعادة الطاقة وتجنب التدريب المفرط وتحسين أدائهم.
انتهاءً من قراءة المقال نرجو أن تكون قد استفدت من العناصر الموضحة خلال المقال من أسباب السهر وأضراره، وتطبيق كافة الخطوات التي تم الحديث عنها لتتمكن من علاج السهر والتخلص من مشاكل قلة النوم والأرق. يجب أن تكون على علم شامل بأضرار السهر على الصحة النفسية والجسدية والتأثير السلبي على تطوير الذات. بعد إدراك هذه المخاطر وأهمية مواجهة مشاكل النوم واكتساب عادة النوم الصحي والحصول على جودة حياتية أفضل وممارسة كافة النشاطات اليومية بطاقة ونشاط وإنجاز كافة المهام والواجبات؛ فهي بالتأكيد مشكلة يجب علاجها إذا أردت مشاهدة التغيير الإيجابي على شتى جوانب حياتك، فهو يبدأ بعادة النوم الصحي.
هل يسيطر عليك التفكير الزائد؟ اكتشف أبرز أعراض التفكير الزائد الخفية وتأثيرها السلبي على حياتك…
تعرف على أفضل طرق علاج التفكير الزائد والوسواس، وكيفية تطوير ذاتك لتحسين جودة حياتك والحد…
طريقك لتحقيق النجاح الذي تريده هو تبنَّي عادات إيجابية. تعريف العادات الإيجابية، وأهميتها في تحقيق…
هل ترغب في البدء برحلة التعرف على أسرار صفات الشخصية القيادية؟ بإمكانك أن تكتشف جميع…
هل تواجه صعوبة في التخلص من التفكير السلبي؟ تعرف على أفضل طريقة للتخلص من الأفكار…
هل ترغب في تحسين جودة حياتك وتعزيز صحتك البدنية؟ هل ترغب في أن تكون صاحب…